وسواء صح هذا أو لم يصح، فالحجازيون والمصريون عموما كانوا أشد بداوة وأكثر أمية، حتى يروي لنا البلاذري في كتابه «فتوح البلدان»: «أن الإسلام دخل وفي قريش سبعة عشر رجلا كلهم يكتب: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وأبو عبيدة بن الجراح، وطلحة، ويزيد بن أبي سفيان، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وحاطب بن عمرو، وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وأبان بن سعيد بن العاص بن أمية، وخالد بن سعيد أخوه، وعبد الله بن سعيد بن أبي سرح العامري، وحويطب بن عبد العزى العامري، وأبو سفيان بن حرب، ومعاوية بن أبي سفيان، وجهيم بن الصلت، ومن حلفاء قريش العلاء بن الحضرمي»
1
وقليل من نسائهم كن يكتبن، كحفصة وأم كلثوم من زوجات النبي
صلى الله عليه وسلم
والشفاء بنت عبد الله العدوية، وكانت عائشة أم المؤمنين تقرأ المصحف ولا تكتب
2
وكذلك أم سلمة، فإذا كانت قريش - وشأنها في الحجاز ما بينا قبل من تقدمها في الشئون التجارية - ليس فيها إلا سبعة عشر كاتبا، كان الكاتبون في غيرها من القبائل المضرية أندر، ويروي البلاذري أيضا «أن الكتاب (يريد الكتابة) بالعربية، في الأوس والخزرج كان قليلا، وكان بعض اليهود قد علم كتاب العربية وكان يعلمه الصبيان بالمدينة في الزمن الأول، فجاء الإسلام وفي الأوس والخزرج عدة يكتبون، وقد عدهم فكانوا أحد عشر»
3
ولندرة الكتابة كانوا يلقبون من جمع بين معرفة الكتابة والرمي والعوم «الكامل»، فلقبوا بهذا اللقب سعد بن عبادة، وأسيد بن حضير وعبد الله بن أبي
4 ، وقد رأيت فيما قبل أنه في الجاهلية لقب به سويد بن الصامت.
অজানা পৃষ্ঠা