ফাহম ফাহম
فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر
জনগুলি
عمليات الاستدلال من الأشياء المعلومة إلى الأشياء المجهولة.
يتناول «الإعلان»، وفقا لأرسطو، العمليات الثانية فحسب: أي عمليات البناء والتقسيم الخاصة بوضع العبارات التي تنطوي على صدق أو كذب، الإعلان إذن ليس بالمنطق ولا هو بالخطابة ولا الشعر، بل هو شيء أكثر أولية: إنه إقرار بصدق شيء ما (أو كذبه) بوصفه عبارة.
والآن، ما جدوى هذا التعريف الضيق (والمحدد رغم ذلك تحديدا مثمرا)؟
أولا: من الأهمية بمكان أن الإعلان ليس هو «فهم الأشياء البسيطة» بل يتناول العمليات التي تشتمل على بناء عبارة صادقة، إنه يعمل على مستوى اللغة، غير أنه ليس منطقا بعد، فالإعلان يصل إلى الصدق الخاص بشيء ما ويجسده كعبارة، والغاية من العملية ليست تحريك المشاعر (الشعر ) أو الحث على اجتراح فعل سياسي (الخطابة)، بل الغاية هي جلب الفهم إلى العبارة.
ينتمي «الإعلان»، من حيث هو تعبير عن صدق شيء ما كعبارة قضوية (أي تعبر عن قضية)، إلى العمليات العليا والخالصة للعقل، العمليات النظرية لا العملية، العمليات المنصبة على الصدق والكذب (الحق والباطل) وليس الفائدة أو المنفعة، ولكن أليس هذا هو الاتجاه الأول للمعنى، أي التعبير أو القول، وليس الاتجاه الثاني أي التفسير؟! ربما، ولكن ينبغي على المرء أن يلحظ أن الإعلان عند أرسطو ليس رسالة من السماء بل عملية للفكر العقلي، وهو بهذه الصفة يشرع في التحول غير الملحوظ إلى تفسير! فالمرء لكي يجد قيمة الصدق في عبارة ما يكون في الوقت نفسه بصدد التجميع والتقسيم، وحين يفكر في القول كعبارة يكون العنصر العقلي مفصحا عن نفسه، ويكون الصدق بصدد التحول إلى شيء سكوني ومعلوماتي، إنها عبارة حول شيء ما وتطابق ماهيته، فالصدق «تطابق»
Correspondence
والقول «عبارة»
Statement ، لقد تحول صدق «الواقعة» دون أن نلحظ إلى الصدق السكوني للمبادئ والعبارات.
على أن أرسطو كان محقا حين وضع لحظة التأويل في موضع سابق على عمليات التحليل المنطقي، وهو أمر يلفت انتباهنا لخطأ في الفكر الحديث؛ إذ يسارع بلصق التأويل تلقائيا بلحظة التحليل المنطقي، صحيح أن العمليات المنطقية هي أيضا تأويل ولكن علينا أن نتذكر «التأويل» الأساسي والأسبق. من دأب العالم مثلا أن يسمي تحليله للبيانات المعطاة تأويلا، ولكن من الصواب أيضا أن يسمي رؤيته للمعطيات تأويلا، بل إنه في اللحظة التي تصبح فيها البيانات عبارة يكون التأويل في حقيقة الأمر قد تم! كذلك الحال بالنسبة للناقد الأدبي، فهو يسمي تحليله للعمل تأويلا، ولكن من الصواب أيضا أن يطلق اسم «تأويل» على طريقته في رؤية العمل نفسه.
ولكن «الفهم»، الذي يعمل كأساس للتأويل، يقوم هو نفسه بتشكيل هذا التأويل سلفا وتكييفه، إنه تأويل مبدئي ولكنه قد يكون الفاصل والحاسم في كل ما سيأتي لأنه يهيئ المسرح للتأويل اللاحق، بل إن المفسر الأدبي حين يلتفت إلى القصيدة ولسان حاله يقول: «هذه قصيدة ، ولسوف أفهمها بأن أفعل كذا وكذا» يكون، في حقيقة الأمر، قد أتم مهمته وبالتالي يكون قد شكل رؤيته للقصيدة، لقد أتم سلفا، بمنهجه الذي وقع عليه اختياره، تشكيل معنى «الموضوع»
অজানা পৃষ্ঠা