دل الحديث الصحيح بمفهومه أن صلاة المرابط ببلد الرباط بألفين صلاة وخمس وعشرين صلاة وعن محمد بن خزيمة عن أبيه أنه قال: سمعت ذلك فقصدت المرابطة بالمحرم بالإسكندرية من شهور سنة ستين وخمس مئة في زمن // 58 / / ولاية السيد أيوب الكردي - رحمه الله - فأتيت إليها فنظرت بياضها لامعا رأيته من أربعة وعشرين ميلا عند الصباح، فلما وصلت المدينة وجدت الباب الشرقي منها مفتوحا باله صغير مصفح بالحديد يصعد المدينة منه بقنطرة من خشب وعند آخر النهار تشيله البوابون بالآلات فطلبت الدخول للمدينة فمنعت من ذلك إلى ثلاثة أيام فإذا أنا بخندق ملآن بالماء محيط بالمدبنة عرضه عشرة أذرع وبه صيادون يصطادون السمك فقلت للبوابين بالمدينة أريد الدخول فقال كبيرهم ألا نستشير الملك وأوقفت بين يديه فإذا هو رجل كبير السن //59// فسلمت عليه فرد السلام وقال لي ما أسمك فقلت محمد بن عبد الوهاب فقال: وما كنيتك؟ فقلت أبو خزيمة فقال وما هي بلدك فقلت خراسان فقال: في أي شيء جئت فقلت أيها الملك المهاب سمعت أن كل من رابط بالإسكندرية له من الأجر كذا وكذا فطلبت المرابطة بها فتركني واقفا وبيده قرطاس وسألني ثانيا فرددت عليه ذلك وسألني ثالثا فرددت عليه ذلك فناداني رابعا أزعجني بصوته وقال لي تريد المرابطة فقلت نعم فحملني الخدام إلى محل فيه فرش ورتب لي طعاما وشرابا مثل العسكر ولازالوا //60// يمثلوني بين يدي الملك ثلاثة أيام ويسألوني كل يوم أربع مرات فيرد عليه مقالتي الأولى ثم بعد ذلك قال لي أتريد المربطة فقلت له نعم فقال لي إن بالمدينة ثلاث مئة وستين أميرا تحت يد كل أمير ثلاث مئة وستون نفرا وكل أمير له يوم وليلة يحرس حول المدينة فسأل عن أمير النوبة فأحضر بين يديه فسلمني إليه فكتبني في دفتر وسلمني ترسا تساوي في ثمنها مئة دينار وسيفا هنديا ورمحا خطيا فلما أن صلى الأمير العصر جهز الخيل وشد الرحال وسلاحاتها وأسنتها وخرجنا من عند باب
পৃষ্ঠা ২৩