الخليل الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، ثم مضى إلى الزاوية الغربية فصلى ركعتين ثم رفع يديه، وقال: اللهم إني صليت هذه الصلاة ابتغاء مرضاتك وطلب نائلك، ورجاء رفدك وجوائزك، فصل على محمد وآل محمد وتقبلها مني بأحسن قبول، وبلغني برحمتك المأمول وافعل بي [40] ما أنت أهله يا ارحم الراحمين. ثم مضى إلى الزاوية الشرقية، فصلى ركعتين ثم بسط كفيه وقال: اللهم ان كانت الذنوب والخطايا قد أخلقت وجهي عندك فلم ترفع لي إليك صوتا ولم تستجب لي دعوة فاني أسألك بك يا الله فإنه ليس مثلك أحد وأتوسل إليك بمحمد وآل محمد، ولا تحرمني حين أرجوك يا ارحم الراحمين.
وعفر خديه على الأرض وقام فخرج فسألناه: بم يعرف هذا المقام؟ فقال: انه مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين، قال:
فاتبعناه، فإذا به قد دخل إلى مسجد صغير بين يدي السهلة فصلى فيه ركعتين بسكينة ووقار كما صلى أول مرة ثم بسط كفيه وقال: الهي قد مد إليك الخاطئ المذنب يديه لحسن ظنه بك، الهي قد جلس المسئ بين يديك مقرا لك بسوء عمله راجيا منك الصفح عن زلله، الهي قد رفع إليك الظالم كفيه راجيا لما لديك فلا تخيبه برحمتك من فضلك، الهي قد جثا العائد إلى المعاصي بين يديك خائفا من يوم يجثو به الخلائق بين يديك، الهي قد جاءك العبد الخاطئ فزعا مشفقا، ورفع إليك طرفه حذرا راجيا، وفاضت عبرته مستغفرا نادما، وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك وانا بك جاهل ولا لعقوبتك متعرض، ولا لنظرك مستخف، ولكن سولت لي نفسي وأعانتني على ذلك شقوتي، وغرني سترك المرخى علي، فمن الان من
পৃষ্ঠা ৫০