بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على كل حال ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أضحى به جيد النبوة وهو حال ، وعلى آله وصحبه إلى يوم المآل .

... أما بعد ...

فهذا تأليف لطيف فيما ورد في /موت الأولاد ، سميته فضل الجلد عند فقد الولد 2 ب وضمنته أحاديث ، وآثار ، ونخب حكايات ، واعتبار، وهو ثالث مؤلف ألفته في هذا الباب ، نفع الله به وأثاب ، إنه الكريم الوهاب .

... ذكر الآية الكريمة الواردة في ذلك :

পৃষ্ঠা ১

قال الله تعالى : [ ولنبلونكم بشيء / من الخوف والجوع ونقص من الأموال 3 أوالأنفس والثمرات وبشر الصابرين (155) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (157) ] (¬1) نقل الزمخشري في الكشاف عن الإمام /الشافعي رضي الله عنه أنه قال : النقص 3ب من الثمرات موت الأولاد ، وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في تفاسيرهم ، والطبراني في معجمه الكبير ، والبيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن عباس في قوله تعالى [ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ] الآية قال :/ أخبر الله تعالى المؤمنين أن 4أ الدنيا دار بلاء ، وأنه مبتليهم فيها ، وأمرهم بالصبر ، وبشرهم فقال تعالى: [ وبشر الصابرين] ، وأخبر أن المؤمن إذا سلم لأمر الله تعالى ، ورجع ، واسترجع عند المصيبة ، كتب الله له ثلاث خصال من الخير ، الصلاة من الله تعالى ، والرحمة ، وتحقيق سبل / الهدى ، وقال صلى الله عليه وسلم : من استرجع عند المصيبة جبر (¬1) الله مصيبته4ب وأحسن عقباه ، وجعل له خلفا صالحا يرضاه .

... ذكر ما ورد أن موت الأولاد يكفر الخطايا :

পৃষ্ঠা ২

পৃষ্ঠা ৩

أخرج مالك في الموطأ ، والبيهقي في الشعب ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، أن رسول الله صلى الله / عليه وسلم قال : لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد 5 أفتمسه النار إلا تحلة القسم ، وفي لفظ لمسلم : من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم تمسه النار إلا تحلة القسم ، قال العلماء رضي الله تعالى عنهم : تحلة القسم : قوله تعالى : [وإن منكم إلا/ واردها ] (¬1) ، قال النووي : والمختار أن المراد به المرور على الصراط5ب وأخرج ابن أبي شيبة ، ومسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : أتت امرأة بصبي لها للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا نبي الله ادع له ، فلقد دفنت ثلاثة من / الولد6أ قالت نعم ، قال : لقد احتظرت بحظار شديد من النار ، أخرج أبو نعيم في عواليه الوحشيات ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا إذ جاءته امرأة معها ابن لها ، فقالت يا رسول /الله ادع الله تعالى أن يمتعني بابني هذا 6ب فقد ثكلت قبله اثنين ، فدعا للصبي ، فلما ولت قال : ما من عبد يموت له ثلاثة من الولد ، لم يبلغوا الحنث إلا ستر الله كل عضو منه بعضو من ولده من النار ، وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد / والطبراني ، وابن قانع عن الحارث بن أفيش سمعت رسول الله صلى الله عليه7أ وسلم يقول : ما من مسلم يموت له أربعة من الأولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ، قالوا يا رسول الله واثنان قال واثنان / وأخرج الدمياطي في 7 ب كتاب التسلي والاعتبار عن الحسحاس بن بكر ، وكانت له صحبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : من لقي الله بخمس عوفي من النار ، وأدخل الجنة ، وهي سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله / والله أكبر ، وولد يحتسب ، وأخرج أحمد ، وعبيد بن 8 أحميد في تفسيره ، وابن منده ، وأبو نعيم كلاهما في معرفة الصحابة ، وابن قانع في معجمه ، عن حسان بن كريب أن غلاما توفي بحمص ، فوجد عليه أبوه أشد الوجد ، فقال له حوشب / صاحب النبي صلى الله عليه وسلم : ألا أخبرك بما سمعت من رسول الله8 ب صلى الله عليه وسلم يقوله في مثل ابنك هذا : أن رجلا من أصحابه كان له ابن قد أدرك ، فكان يأتي مع أبيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم /لا أرى فلانا ، قال : يا نبي الله إن ولده توفي ، فوجد عليه ، فقال له النبي صلى الله 9أ عليه وسلم لما رآه : أتحب لو أن عندك ابنك كأجرأ الصبيان جراءة ، أتحب لو أن عندك ابنك كهلا/ كأفضل الكهول ، أو يقال لك ادخل الجنة بثواب ما قد أخذنا منك . وأخرج 9 ب أحمد عن حوشب الفهري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من مات له ولد ، فصبر واحتسب ، قيل له : ادخل الجنة لفضل ما أخذ منك . وأخرج ابن أبي شيبة / وأحمد10أ والبخاري في الأدب ، والطبراني عن أم سليم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ، قلت : واثنان ، قال : واثنان . وأخرج الطبراني / عن أم مبشر10ب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا أم مبشر من كانت له ثلاثة أفراط من الولد أدخله الله الجنة بفضل الله ، فقالت : أو فرطان ، قال : أو فرطان . وأخرج أبو قرة الزبيدي في سننه عن أم مبشر امرأة من الأنصار أن رسول الله صلى/ الله عليه وسلم قال 11أ لها وهي تصنع حيسا : من هلك ثلاثة من الولد ، فصبر واحتسب ، أدخله الله الجنة ، قالت أو اثنان يا رسول الله ، قال : واثنان يا أم مبشر .

পৃষ্ঠা ৪

وأخرج البزار ، والحاكم ، وصححه عن بريدة ، قالت : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فبلغه أن / امرأة من11ب الأنصار مات ابن لها فجزعت عليه ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه ، فلما دخل علينا قال : أما إنه قد بلغني أنك قد جزعت ، فقالت : ما لي لا أجزع وأنا رقوب لا يعيش لي ولد ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : إنما الرقوب الذي يعيش / لها 12 أولدها ، إنه لا يموت لامرأة مسلمة ثلاثة من الولد ، فتحتسبهم إلا وجبت لها الجنة ، فقال عمر : واثنين ، قال : واثنين . وأخرج أحمد ، والبيهقي في الشعب عن جابر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من مات له ثلاثة من الولد ، فاحتسبهم دخل الجنة ، فقالت : يا رسول الله / واثنان ، قال : واثنان . وأخرج ابن أبي الدنيا في 12ب كتاب العزاء عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة ، فقالت امرأة : واثنين ، قال : واثنين . وأخرج الطبراني عن جابر بن سمرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه / وسلم : من دفن 13أ ثلاثة فصبر عليهم ، واحتسب ، وجبت له الجنة ، فقالت أم أيمن : واثنين ، قال : واثنين ، فقالت : وواحد ، فسكت ، ثم قال : وواحد ، وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مات له ولد ، لم يكن له ثواب إلا الجنة . وأخرج ابن أبي شيبة / عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من 13ب مؤمنين يموت لهما ثلاثة من الأولاد ، لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الجنة بفضل رحمته إياهم .

ذكر ما ورد أن الأولاد يشفعون في آبائهم :

পৃষ্ঠা ৫