2.8.3
[2.8.8]
وقد رفع الله بالشعر أقواما في الجاهلية والإسلام وأحظاهم بما سير المادحون من مدائحهم في البلاد حتى شهروا بأطرار الأرض وعرفوا بأقاليم العجم ودونت في الكتب آثارهم ودرست في حلق الذكر أخبارهم وألحق الله بأعقابهم وعشائرهم جميل أفعالهم فمن ازدرع ذلك منهم وصانه بحسن الأدب وكريم الأخلاق ونيل المروءة شيد ما أسسوا وثمر ما غرسوا وزين بما أخر لنفسه ما أسلفوا ومن لم يحط ذلك إبلاغا به وإعلاء له فله مع السقوط مزية تقديم فضل آبائه ومهله سبقهم لا يمتنع الناس لها من إكرامه ورفع مجلسه والرقة عليه والعطف بالمعروف إليه واغتفار بعض زلله ولهذا وأشباهه رغب الأولون في الذكر الجميل وبذلوا فيه مهج النفوس وعقائل المال ورغبوا عن الخفض والدعة والمهاد الوثير إلى نصب المسير ومكابدة حر الهواجر وسرى الليل ومقارعة الأقران ومنازلة الأبطال.
[2.8.9]
وقالت بنو تميم لسلامة بن جندل مجدنا بشعرك فقال افعلوا حتى أقول لأن أزكى المقال وأنماه وأبقاه وأبلغه بصاحبه رتبة المجد ما صدقه الفعال ونحو هذا من قول سلامة قول عمرو بن معدي كرب [طويل]
فلو أن قومي أنطقتني رماحهم
نطقت ولكن الرماح أجرت
يريد أنهم لم يستعملوا رماحهم يوم اللقاء فينطق بمدحهم ولكنهم جبنوا وقصروا فأجروا لسانه كما يجر لسان الفصيل إذا أرادوا فصاله لئلا يرضع وحكى الله عز وجل عن خليله عليه السلام قال {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} وقال لنبيه صلى الله عليه {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} يريد أن القرآن شرف لك ولقريش إذا نزل عليك وأنت منهم وسوف تسألون عن الشكر على ذلك.
[2.8.10]
فممن رفع الله بالشعر آل سنان من بني نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان وقد كان فيهم شرف وسؤدد أظهر الله بها لهم ما أتاح لهم من جيد شعر زهير فيهم كقوله [بسيط]
قوم سنان أبوهم حين تنسبهم
طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا
অজানা পৃষ্ঠা