ميثم من النداء قال له علي ع خذ الأعرابي إلى ضيافتك فغداة غد سيأتيك الله بالفرج قال ميثم فأخذت الأعرابي ومعه محمل فيه ميت فأنزلته منزلي وأخدمته أهلي فلما صلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع الفجر خرج وخرجت معه ولم يبق في الكوفة بر ولا فاجر إلا وخرج إلى النجف فقال ع يا أبا جعفر علي بالأعرابي وصاحبه الميت فخرجت من عنده وإذا أنا بالأعرابي وهو راجل تحت القبة التي فيها الميت فآتي بهما إلى النجف فعند ذلك قال ع يا أهل الكوفة قولوا فينا ما ترونه وارووا عنا ما تسمعونه وأوردوا ما تشاهدونه منا ثم قال يا أعرابي أبرك جملك وأخرج صاحبك أنت وجماعة من المسلمين قال ميثم فأخرج تابوتا من الساج وفيه من قصب وطاء ديباج فحله وإذا تحته بدرة من اللؤلؤ وفيها غلام قد تم عذاره بذوائب كذوائب المرأة الحسناء فقال ع يا أعرابي كم لميتك هذا فقال أحد وأربعون يوما فقال ما كان سبب موته فقال الأعرابي يا فتى أهله يريدون أن تحييه ليخبرهم من قتله فيعلموه لأنه بات سالما وأصبح مذبوحا من الأذن إلى الأذن فقال له ع من يطلب بدمه قال خمسون رجلا من قومه يعضد بعضهم بعضا في طلب دمه فاكشف الشك والريب يا أخا رسول الله فقال ع هذا الميت قتله عمه لأنه تزوج ابنته فخلاها وتزوج غيرها فقتله حنقا عليه فقال الأعرابي لسنا نرضى بقولك وإنما نريد أن يشهد هذا الغلام بنفسه عند أهله من قتله حتى لا يقع بينهم السيف والفتنة والقتال فعند ذلك قام علي ع فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي ص فصلى عليه ثم قال يا أهل الكوفة ما بقرة بني إسرائيل بأجل من علي أخي رسول الله ص وإنها أحيت ميتا بعد سبعة أيام ثم دنا من الميت فقال إن بقرة بني إسرائيل ضرب بعضها الميت فعاش وأنا أضربه ببعضي فإن بعضي عند الله خير من البقرة كلها ثم هزه برجله اليمنى وقال قم بإذن الله تعالى يا مدرك بن حنظلة بن غسان بن يحيى بن سلامة بن الطبيب
পৃষ্ঠা ৪