أنه لم يكن ممن كتب المصاحف، وأمر أصحابه بغلِّ مصاحفهم لما أمر عثمان بحرق ما عدا المصحف الإمام، ثم رجع ابن مسعود إلى الوفاق١، حتى قال على بن٢ أبى طالب: لو لم يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا.
_________
= أخرجه ابن أبي داود "ص١٦".
وخالفهما الحسن بن إسماعيل بن سليمان، قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن ابن مسعود، فذكر بعضه. أخرجه النسائي "٨/ ١٣٤".
والحسن بن سليمان وإن كان ثقة، إلَّا أن رواية ابن راهويه وهارون أرجح، وقد رجحت روايتهما بمرجحين، ذكرتهما في "التسلية". والحمد لله.
١ ويأتي تخريجه قريبًا.
٢ أخرجه أبو عبيد في "الفضائل" "ص١٥٧"، وابن أبي داود في "المصاحف" "١٢، ٢٣" من طرق عن شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن رجل، عن سويد بن غفلة، عن علي أنه قال حين أحرق عثمان المصاحف: "لو لم يصنعه هو لصنعته".
وهكذا رواه عن شعبة ثقات أصحابه، منهم: "محمد بن جعفر غندر، وأبو داود الطيالسي، وعبد الرحمن بن مهدي"، وخالفهم يعقوب بن إسحاق الحضرمي وهو صدوق، فرواه عن شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سويد بن غفلة، عن علي.
فأسقط الواسطة بين علقمة وسويد.
أخرجه ابن أبي داود "ص١٢"، ورواية الجماعة أرجح من غير شك، ولكن أخرج عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" "٣/ ٩٩٤-٩٩٥، ٩٩٦"، وابن أبي داود "ص٢٣" والبيهقي -كما في "البداية والنهاية" "٧/ ٢٣٦" من طريق محمد بن أبان، قال: أخبرني عقلمة بن مرثد، قال: سمعت العيزار بن حريث، يقول: لما خرج المختار ... فذكره مطوَّلًا، وفيه: "قال علي: أيها الناس! إياكم والغلو في عثمان؛ تقولون: أحرق =
1 / 68