وإن حاكمتهم إلى بداهة العقول التي تجزم بضرورة الخالق لاستحالة وجود خلق بغير خالق تبين لك ما هم فيه من جحود ومكابرة.
وإن حاكمتهم إلى إجماع الأمم واتفاقها على معرفة الله والإقرار به تبين لك ما هم فيه من شذوذ ومراغمة.
وإن حاكمتهم إلى حقائق التاريخ التي تقطع ببعثة الرسل وتأييد الله لهم بالخوارق تبين لك ما هم فيه من بهت وضلال، فأية شقاوة تعدل هذه الشقاوة؟!، وأي خذلان يعدل هذا الخذلان؟!.
لقد رد هؤلاء الملاحدة فكرة الألوهية من حيث المبدأ، وزعموا أنها فكرة رأسمالية ابتدعها المتسلطون من الأغنياء ليسيطروا بها على الفقراء والكادحين.
ثم نسبوا الخلق إلى الطبيعة، فقالوا إن خلق الإنسان وغيره جاء نتيجة لتفاعلات كيميائية بين المواد المختلفة، وأن هذه التفاعلات قد حدثت صدفة، فإلى الطبيعة والتفاعلات الكيميائية والمصادفة يرد خلق كل شيء.
فما هي الطبيعة إذن، ذلك الوثن الجديد؟!.
الجواب: إنها جماع الأوثان السابقة التي عبدتها الوثنيات الأولى، ذلك إنها هي هذه المخلوقات بما أودع فيها من خصائص وصفات، كالشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والبحار والأنهار، فهي إذن ليست إلا وثنا جديدا جمع الأوثان السابقة.
পৃষ্ঠা ১৩