شرح لمعة الاعتقاد - محمد حسن عبد الغفار

মুহাম্মদ হাসান আবদুল ঘাফার d. Unknown
92

شرح لمعة الاعتقاد - محمد حسن عبد الغفار

شرح لمعة الاعتقاد - محمد حسن عبد الغفار

জনগুলি

اعتقاد أهل البدع في القرآن وأدلتهم والرد عليها أما أهل البدع والضلالة فقد نظروا إلى كتاب الله وقرآن الله، فقالوا: هذا ليس من كلام الله؛ لأن الأصل عندهم أن الله لا يتكلم. فإذا قلت: إن الله تكلم بالقرآن. قالوا: الأصل أن الله لا يتكلم. وأن هذا القرآن مخلوق وليس بكلام الله. واستدلوا على ذلك بأن قالوا: قال الله تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ [الزخرف:٣]، والجعل أصله: الخلق، فيكون الجعل هنا أصله: الخلق. فقوله تعالى: (إنا جعلناه قرآنًا عربيًا)، يعني: خلقناه قرآنًا عربيًا. فقالوا: هذا دليل واضح جدًا على أن القرآن مخلوق، وليس بكلام الله جل في علاه. وعندنا الأدلة الكثيرة التي أثبتنا بها أن القرآن هو كلام الله، قال تعالى: ﴿تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الواقعة:٨٠] ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ [الشعراء:١٩٣ - ١٩٥]. وأيضًا الأدلة الكثيرة من السنة على أن القرآن هذا وحي من الله، قال الله تعالى: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ [النجم:٤ - ٥]. وعندما أنكر النبي ﷺ على الشبعان الجالس على أريكته بقوله: (يأتيه الأمر من أمري، فيقول: ننظر في كتاب الله) كأن المبتدع هذا يرى أن هذا كلام الله وهؤلاء لا يقرون بهذا، فيقول: ننظر في كتاب الله فإن وافق الحكم ما في كتاب الله أخذنا به، وإلا لم نأخذ به، فقال النبي ﷺ: (ألا وإني قد أتيت القرآن)، يعني: وحيًا من الرب ﷾ (ألا وإني قد أتيت القرآن ومثله معه)، يعني: السنة التي هي قرينة أو صنو القرآن. إذًا: فالأدلة من الكتاب والسنة تثبت أن القرآن كلام الله، وهم يعاندون رسول الله، ويقولون: إن الله لا يتكلم، وإن القرآن ليس بكلام الله، وهو مخلوق. والرد عليهم أولًا: قال تعالى: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [الزمر:١]، فهذه الآية ظاهرة جدًا في أن الكتاب من الله جل في علاه، سمعه جبريل، ونزل به لمحمد ﷺ. وقال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ﴾ [الفرقان:١]. وقال تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ﴾ [الرحمن:١ - ٣]. وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر:١]. وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ﴾ [يس:٨٢]، والأمر من قول الله جل في علاه. وقال النبي ﷺ: (اقرءوا القرآن، فإن لكم بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول: ألم حرف، ولكن أقول: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف). وأيضًا ورد عن الصحابة بأسانيد صحيحة أنهم كانوا يصفون الله بالكلام، ويقولون: القرآن كلام الله. كما جاء عن أبي بكر وعمر ﵂ وأرضاهما، فـ عمر ﵁ كان يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. وأيضًا أبو بكر ﵁ عندما رأى أن الروم ستغلب الفرس، قالوا: هذا من كلامك أم من كلام شاعر؟ أي: النبي ﷺ. فقال: بل هو من كلام الله، فنسب الكلام لله جل في علاه. وعائشة ﵂ عندما قالت: (والله إن شأني في نفسي لأحقر من أن يتكلم الله بي)، أي: بقرآن من فوق سبع سماوات. ويقول عثمان بن عفان ﵁ كما في شعب الإيمان للإمام البيهقي ﵀ بسند صحيح: لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله جل في علاه. وأيضًا روي عن ابن مسعود ﵁ بسند صحيح أنه كان يقول: من أراد أن يختبر حبه لله فليعرض نفسه على كلام الله، فإن أحب كلام الله فقد أحب الله جل في علاه؛ لأنه قد أحب صفة من صفات الله جل في علاه. وقال بعض السلف: لا يتعبد لله بأفضل مما خرج منه، والذي خرج منه هو القرآن، فهذا إثبات بأن القرآن كلام الله جل في علاه. وأما الرد على شبهتهم بأن الجعل هو الخلق، فنقول قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ [الأعراف:١٨٩]، فهل خلق منها زوجها؟!! وأيضًا إن جعل: تحتمل الخلق وتحتمل التحويل، قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ [الفيل:١ - ٥] فهل خلقهم كعصف مأكول، أم خلقهم بشرًا مثل سائر بني آدم؟ فجعلهم هنا ليست بمعنى: خلقهم. إذًا: فقوله تعالى: ﴿جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ [الزخرف:٣]، أي: جعل هذا الكلام عندما أنزل به جبريل باللسان العربي المبين، فإن الله تكلم مع موسى بالعبرية، وتكلم مع عيسى بالسريانية، وتكلم مع كل نبي بلغة قومه. فلما تكلم بالقرآن تكلم باللغة العربية، قال تعالى: (فجعلناه قرآنًا عربيًا)، يعني: تكلمنا به بلغة العرب لا باللغة العبرانية، ولا باللغة السريانية. فهذه فيها دلالة واضحة على أن الجعل أيضًا يكون بغير الخلق وهذا رد على هذه الشبهة. فالقرآن ليس بمخلوق وإنما هو كلام الله. ومن قال بأن القرآن مخلوق، فنقول له: لقد خالفت ظاهر القرآن، وخالفت ظاهر السنة، وخالفت إجماع أهل السنة والجماعة. وأيضًا نقول له: لقد رددت القول على الله؛ لأن الله فرق بين الخلق والكلام وأنت جمعت بينهما، قال الله تعالى: ﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ﴾ [الأعراف:٥٤]، فعطف الخلق على الأمر بالواو العاطفة، والأصل في العطف: المغايرة. فعلمنا أن الخلق غير الأمر، فالأمر صفة من صفاته، والخلق فعل من أفعاله جل في علاه، فإذا أضيف الخلق إلى الله فتكون الإضافة إضافة تشريف، وأما بالنسبة للأمر فهو صفة من صفات الله، تكلم به جل في علاه. وأيضًا قال الله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ﴾ [الرحمن:١ - ٣]، فغاير بين تعليم القرآن وبين خلق الإنسان، ولو كان القرآن مخلوقًا لقال الله تعالى: الرحمن خلق القرآن وخلق الإنسان. ولكن قال: ﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ﴾ [الرحمن:١ - ٣] فغاير بين تعليم القرآن وبين خلق الإنسان. أيضًا نقول: يلزم من قولكم بأن القرآن مخلوق لوازم باطلة، وهي: أولًا: أن موسى ﵇ عندما جاء لميقات ربه إلى الشجرة قال الله تعالى: ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾ [طه:١٢]، وهل المخلوق يتجرأ ويقول لموسى: إني أنا ربك؟ وهل الله جل وعلا يأمر موسى أن يعبد غيره؟ وهل يصح هذا في الأذهان؟ فهذا لازم باطل، فلو كان القرآن مخلوقًا فالمخلوق هو الذي يأمر موسى، ويقول له: ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ﴾ [طه:١٢] وهذا لازم باطل؛ لأن الله لا يأمر بالكفر، وإنما يأمر بالإيمان وبالتوحيد. وأيضًا من اللوازم الباطلة: أن موسى ﵇ لما جاء لميقات ربه قال: ﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا﴾ [الأعراف:١٤٣]، فهل المخلوق يحجب عن موسى ويقول: «لَنْ تَرَانِي»؟ هذه هي الردود على أهل البدعة والضلالة الذين يقولون: بأن القرآن مخلوق. ونحن نقول لهم: القرآن كلام الله، وصفة من صفات الله جل في علاه، وقد تكلم الله بهذا القرآن، وسمعه جبريل، ونزل به إلى النبي محمد ﷺ وحيًا.

11 / 10