شرح الأربعين النووية للعثيمين
شرح الأربعين النووية للعثيمين
প্রকাশক
دار الثريا للنشر
জনগুলি
بذل المحبوب: في الزكاة، لأن المال محبوب إلى الإنسان، كما قال الله ﷿: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) (العاديات: ٨) وقال: (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) (الفجر: ٢٠)
والكف عن المحبوب: في الصيام كما جاء في الحديث القدسي: يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِيْ (١) .
فتنوعت هذه الدعائم الخمس على هذه الوجوه تكميلًا للامتحان، لأن بعض الناس يسهل عليه أن يصوم، ولكن لا يسهل عليه أن يبذل قرشًا واحدًا، وبعض الناس يسهل عليه أن يصلي، ولكن يصعب عليه أن يصوم.
ويذكر أن بعض الملوك وجبت عليه كفارةفيها تحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا. فاجتهد بعض العلماء وقال لهذا الملك: يجب عليك أن تصوم شهرين متتابعين ولا تعتق، فقيل للمفتي في ذلك فقال: لأن الشهرين أشق على هذا الملك من إعتاق رقبة، والمقصود بالكفارة محو ما حصل من إثم الذنب، وأن لا يعود.
فنقول: هذا استحسان لكنه ليس بحسن وفي غير محله لأنه مخالف للشرع، فألزمه بما أوجب الله عليه وحسابه على الله ﷿، وليس إليك.
(١) - أخرجه البخاري - كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: (يريدون أن يبدلوا كلام الله)، (٧٤٩٢)، ومسلم - كتاب الصيام، باب: فضل الصيام، (١١٥١)، (١٦٤) .
1 / 82