شرح الأربعين النووية للعثيمين
شرح الأربعين النووية للعثيمين
প্রকাশক
دار الثريا للنشر
জনগুলি
فأي شيء يحدث فهو بمشيئة الله.
وهذا عام، لما يفعله ﷿ بنفسه وما يفعله العباد، فكله بمشيئة الله، ودليل ذلك قول الله ﷿: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (البقرة: الآية٢٥٣) وقال ﷿: (وَلَوْ شَاءَ ربك مَا فَعَلُوهُ) (الأنعام: ١١٢) وقال: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ) (الأنعام: ١٣٧) وقال ﷿: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ*وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (التكوير: ٢٩، ٢٨) فكل ماحدث في الكون فهو بمشيئة الله، وإذا آمن الإنسان بهذا سلم من عمل الشيطان، فإذا فعل فعلًا وحصل خلاف المقصود، قال ليتني لم أفعل، فهذا من عمل الشيطان، لأن الذي فعلته قد شاءه الله ﷿ ولابد أن يكون، لكن إن كان ذنبًا فعليك بالتوبة والاستغفار.
رابعًا: الخلق، ومعناه: الإيمان بأن الله ﷾ خلق كل شيء، فنؤمن بعموم خلق الله تعالى لكل شيء، قال تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) (الفرقان: الآية٢) فكل شيء مخلوق لله: السموات، والأرضون، والبحار، والأنهار، والكواكب، والشمس، والقمر، الإنسان، الكل مخلوق لله ﷿ وحركات الإنسان مخلوقة لله، لأن الله تعالى خلق الإنسان وأفعاله، وإذا كان هو مخلوقًا فصفاته وأفعاله مخلوقة ولا شك، فأفعال العباد مخلوقة لرب العباد ﷿، وإن كانت باختيار العباد وإرادتهم لكنها مخلوقة لله، وذلك لأن أفعال العباد ناشئةعن إرادة جازمة وقدرة تامة، وخالق الإرادة والقدرة هو الله ﷾.
وهل صفات الله مخلوقة؟
الجواب: لا، لأن صفاته ﷾ كذاته كما أن صفات الإنسان كذات الإنسان مخلوقة. وسنذكر في الفوائد إن شاء الله أن الناس انقسِموا في القدر إلى ثلاثة
1 / 52