48

شرح القصيدة الدالية للكلوذاني

شرح القصيدة الدالية للكلوذاني

প্রকাশক

دار ابن الجوزي

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

জনগুলি

فالسكوتُ ذاتُه ليس عيبًا على الإطلاق، وإنما العيب سكوت الأخرس وعدم تكلمه، فإذا كان السكوت بسبب العجز عن الكلام فهو عيب ونقص بلا ريب، وأما إذا كان السكوت عن اختيار ومشيئة فهذا لا يُعَدُّ عيبًا ولا نقصًا. فكان الأجدر بالناظم أن يُعَبِّرَ بغير السكوت، ولكن لا ريب أن مقصوده بـ «السكوت» السكوتُ عن عَجْزٍ لا عن مشيئةٍ واختيارٍ. قوله: «نَقِيصَةٌ» أي: خَصْلَةٌ ذَمِيمَةٌ، فالعجز عن الكلام يعدُّ نقصًا في المخلوق فكيف بالخالق؟ فإذا كان الكلام صفة كمال في المخلوق، فالله تعالى أولى وأحرى أن يكون متكلِّمًا. وقوله: «بالسَّيِّدِ» «السَّيِّدُ»: هو الله ﷿، وهو اسمٌ من أسمائِه سبحانه (١). هذا، وقد اختلفَ النَّاسُ في كلامِ الله: فذهبت الجهمية والمعتزلة إلى نفي الكلام عن الله تعالى كسائر الصفات. وذهبت الكلابية والأشاعرة إلى أنَّ كلامَ الله معنى واحدٌ نفسيٌّ، أو هو أربعة معاني، لكن كلامه ليس بحرفٍ ولا صوتٍ، فكلامه لا يُسْمَع منه، بل هو أمرٌ معنويٌّ، قائمٌ بنفسِه.

(١) أخرج أحمد في «المسند» (٤/ ٢٤ رقم ١٦٣٥٠) و(٤/ ٢٥ رقم ١٦٣٥٩)، والبخاري في «الأدب المفرد» (١/ ٨٣ رقم ٢١١)، وأبو داود في «سننه» (٤/ ٢٥٤ رقم ٤٨٠٦) -واللفظ له-، والنسائي في «الكبرى» (٦/ ٧٠ رقم ١٠٠٧٤ و١٠٠٧٦) جميعهم من طُرُقٍ عَنْ مُطَرِّفِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الشخِّيْرِ قَالَ: قَالَ أَبي: انْطَلَقْتُ فِى وَفْدِ بَني عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقُلْنَا: أَنْتَ سَيِّدُنَا. فَقَالَ «السَّيِّدُ اللَّهُ ﵎»، قال الحافظ ابن حجر في «الفتح» (٥/ ١٧٩): (رجالُه ثقاتٌ، وقد صَحَّحَه غيرُ واحدٍ).

1 / 81