شرح حديث جابر في صفة حج النبي للخضير
شرح حديث جابر في صفة حج النبي للخضير
জনগুলি
"وأهلّ الناس بهذا الذي يهلون به" زادوا على تلبيته ﵊، الرسول ﵊ لزم هذه التلبية التي هي التوحيد، وفيها التنصيص على نفي الشرك، لا شريك لك، وهو في ذلك يخالف ما جاء عن المشركين الذين يقولون: إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك، هذا الشرك بعينه -نسأل الله العافية- فالنبي ﵊ يهلّ بالتوحيد لله ﷾ ويقول: لا شريك لك.
"وأهل الناس بهذا الذي يهلون به" فحفظ عن عمر ألفاظ وعن ابنه ألفاظ، وعن أبي موسى وعن غيره من الصحابة صيغ للتلبية، يسمعهم النبي ﵊ ولا ينكر عليهم، ولذا قال جابر: "وأهلّ الناس بهذا الذي يهلون به، فلم يرد رسول الله ﷺ شيئًا منه، ولزم رسول الله ﷺ تلبيته" لزم رسول الله ﷺ تلبيته التي ذكرت هنا، فالزيادة على هذه الصيغة مما جاء عن الصحابة لا بأس بها؛ لأن النبي ﵊ سمعها وأقرها، ولا بأس بذلك، لكن التزام ما أثر عنه ﵊ ولزمه ولم يزد عليه أولى، فكونه يقر الجائز غير كونه ﵊ يبدأ بالمشروع، لا شك أن ما حفظ عنه ﷺ أولى مما أقره، وإن كان الكل في حيّز الجواز.
قال جابر ﵁: "لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة" لا يعرفون العمرة يعني في أشهر الحج، وإلا فالرسول ﷺ اعتمر قبل ذلك، فهم يعرفون العمرة، اعتمر النبي ﵊ عمرة الحديبية وعمرة القضاء وعمرة الجعرانة قبل ذلك، فهم يعرفون أصل العمرة، مشروعية العمرة، لكن مع الحج لا يعرفونها، في أشهر الحج لا يعرفونها؛ لأن العمرة في أشهر الحج عند العرب من أفجر الفجور.
"لسنا نعرف العمرة حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ًومشى أربعًا" حتى إذا أتينا البيت استلم الركن، والاستلام سنة، يستلمه بيده، وإن تيسر تقبيله فهو سنة، ومشروع إن لم يتيسر التقبيل استلمه باليد، إن لم يتيسر الاستلام باليد أشار إليه بما في يده من محجن ونحوه وإلا فباليد، ومع هذا الاستلام يكبر.
1 / 19