40

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

প্রকাশক

غراس للنشر والتوزيع

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

জনগুলি

إلى هذا المصدر؛ تنبيهًا للمسلم وطالب العلم إلى أهمية إقامة المعتقد على هذا المصدر؛ ليسلم له معتقده. فليس المعتقد للرجال، ولا لآرائهم وأقوالهم"، ولا لأذواقهم ومواجيدهم وأهوائهم، وإنما المعتقد يؤخذ عن الله ﷿. يقول الوالد - حفظه الله ـ: " إنَّ عقيدة أهل السنة والجماعة نزلت من السماء، ولم تخرج من الأرض " نزلت من السماء لأنها وحي من الله، فليس ثمة مجال لأن يخترع إنسان، أو ينشئ، أو يبتدع، أو يتصور، أو يتكلف؛ لأن العقيدة وحي من الله ﷿. ومهمة الرسول ﷺ في الاعتقاد البلاغ، قال تعالى: ﴿إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ﴾ ١، فهو مبلغ عن الله ﵎، فالرسول مهمته إبلاغ كلام مرسله، ومهمة أتباعه والواجب عليهم سلوك نهجه، وترسم خطاه، فهذا شأن عقيدة أهل السنة، أما عقائد أهل الأهواء فقد خرجت من الأرض ونبتت فيها؛ لأنها من نتاج عقولهم ونسج أفكارهم وحصاد أوهامهم. بدأ المؤلف هذه العقيدة بهذه البداية المهمة، لينبه طالب العلم على أهمية إصلاح مصدر التلقي وتصحيحه؛ بأن يقيم دينه على الكتاب والسنة. كما قال الأوزاعي ﵀: " ندور مع السنة حيث دارت " ٢ أي نفيًا وإثباتًا، ما ثبت في الكتاب والسنة أثبتناه، وما نفي في الكتاب والسنة نفيناه. ويقول الإمام أحمد ﵀: " لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله ﷺ، لا نتجاوز القرآن والحديث " ٣، وأقوالهم في هذا

١ الآية ٤٨ من سورة الشورى. ٢ رواه اللالكائي ١/٦٤ ٣ انظر: أقاويل الثقات ص٢٣٤

1 / 44