والمحسنين، والتوابين، ويرضى عن الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، ويفرح بتوبة التائب."١. وهو – سبحانه – "لا يحب الفساد، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يأمر بالفحشاء، بل قال لما نهى عنه: ﴿كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا﴾ [الإسراء: ٣٨] "٢، وتفصيل أدلة هذا ما تقدم أكثره في سياق آيات الصفات.

والعباد فاعلون حقيقة، والله خالق أفعالهم، والعبد هو المؤمن، والكافر، والبر، والفاجر، والمصلي، والصائم. وللعباد قدرة على أعمالهم، ولهم إرادة، والله خالقهم وخالق قدرتهم، وإرادتهم،

بيان هذا أن جمهور أهل السنة والجماعة على "أن أفعال الإنسان الاختيارية مستندة إليه، وأنه فاعل لها، ومحدث لها"٣، و"العبد فاعل لفعله حقيقة لا مجازًا"٤، "هذا قول السلف والأئمة"٥. وهو الحق "الذي دل عليه المنقول والمعقول"٦، فإن "الله، ورسوله وصف العبد بأنه يعمل، ويفعل"٧، وقد جاءت النصوص "بإثبات فعله في عامة آيات القرآن: "يعملون"، "يفعلون"، "يؤمنون"، "يكفرون"، "يتفكرون"، "يحافظون"، "يتقون""٨،، و"لم يكن من السلف والأئمة من يقول: إن

١ منهاج السنة النبوية (٣/١٨٢ – ١٨٣) .

٢ مجموع الفتاوى (٨/١٥٩) .

٣ منهاج السنة النبوية (٣/٢٣٥)، وانظر: (٣/١١٠) .

٤ المصدر السابق (٣/٢٥٧)، وانظر: مجموع الفتاوى (٨/٤٨٣) .

٥ درء تعارض العقل والنقل (٩/١٦٧) .

٦ الصفدية (١ /١٥٤) .

٧ منهاج السنة النبوية (٣/٢٣٥)، وانظر (٣/٢٥٧) .

٨ مجموع الفتاوى (٨/٣٩٣)، وانظر: (٨/٤٥٩)، ومنهاج السنة النبوية (٣/١١١ – ١١٢) .