60

Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

জনগুলি

وقولُه: (خلقَ): فسَّر الجعل في هذه الآية؛ بمعنى الخلق، والأظهر أنَّ ﴿جَعَلَ﴾ في الآية بمعنى صَيَّرَ؛ فتَنصب مفعولين؛ المفعول الأول: ﴿الأرضَ﴾، والثاني: ﴿فِرَاشًا﴾ (^١). وقولُه: (حالٌ): أعرب ﴿فِرَاشًا﴾ حال ﴿بِنَاءً﴾، على أن ﴿جَعَلَ﴾ عنده بمعنى: خلق، وهي لا تنصبُ إلَّا مفعولًا واحدًا. وقولُه: (بساطًا …) إلى آخره: المعنى: جعل الأرض فراشًا مبسوطًا ومهادًا تصلحُ للاستقرار عليها والعيش فيها، فلم تكن صلبةً كالحديد، ولا رِخوة كالطين؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا﴾ [النبأ: ٦]، وقال تعالى: ﴿وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ﴾ [الذاريات: ٤٨]. وقولُه: (سقفًا): المعنى: جعل السماءَ سقفًا؛ أي: بناءً عاليًا؛ كما قال تعالى: ﴿وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ﴾ [الطور: ٥]، وقال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا﴾ [الأنبياء: ٣٢]. وقولُه: (أنواعِ): أي أصناف ثمرات الأشجار والزروع مِنْ الفواكه والحبوب، رزقَا لكم ولدوابِّكم مما يأكل الناس والأنعام، والجار والمجرور الأول حال، و«من» بيانية، والجار والمجرور الثاني صفة لرزق، ومعنى الآية: ﴿وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ﴾ - أي: السحاب - ﴿مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ﴾ رزقًا لكم من أنواع الثمار، والباء في ﴿بِهِ﴾ سببية. وقولُه: (تأكلونَه …) إلى آخره: يبيّن أنَّ الرزق عامٌّ فيما يأكلُه الناس وما تأكله الأنعام، ويشهد له قوله تعالى: ﴿كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ﴾ [طه: ٥٤]، وقوله: ﴿مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ﴾ [يونس: ٢٤]، وقوله تعالى: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ﴾؛ أي: لا تعتقدوا أنَّ لله أندادًا، وتحكموا بذلك، والفاء للتفريع أو هي الفصيحة،

(^١) ينظر: «تفسير الراغب» (١/ ١١١ - ١١٢)، و«تفسير البيضاوي» (١/ ٥٥)، و«الدر المصون» (١/ ١٩٢).

1 / 64