38

Excellence of the Lord of Creation in Explaining the Brilliant Pearls

فضل رب البرية في شرح الدرر البهية

জনগুলি

الساق، ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ يتوضأ (١). قال ﵀: (وله المسحُ على الخُفَّيْنِ) أي يجوز له المسح على الخفين، والخفّ هو ما يلبس في الرجل من جلد رقيق. وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه مسح على خفّيه. والثابت عنه أنه مسح أعلى الخف. جاء عن علي بن أبي طالب ﵁ أنه قال: لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، ولكنني رأيت النبي ﷺ يمسح على ظهر الخف (٢). وشرط المسح على الخفين أن تلبسهما على طهارة، أي وأنت متوضئ، ودليل ذلك حديث المغيرة، فإنه أراد أن يصب الماء على قدمي النبي ﷺ ليغسلهما، فقال له النبي ﷺ: «... دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسح عليهما» متفق عليه (٣). وإذا كنت مقيمًا فلك أن تمسح عليهما يومًا وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهنّ. قال شريح بن هانئ: «سألت عائشة عن المسح على الخفين، فقالت: سل عليًا فهو أعلم مني، هو كان يسافر مع رسول الله ﷺ، فسألت عليًا، فقال: للمقيم يوم وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن» (٤). قال ﵀: (ولا يكونُ وضوء شرعيًا إلا بالنِّيَّة لاستباحةِ الصلاةِ) أي لا بد من النية كي يكون الوضوء صحيحًا، فالنية شرط في صحة الوضوء، لقول النبي ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ...» الحديث. والوضوء عبادة يُقصد بها القربة إلى الله، وليست هي فقط وسيلة بل يُقصد بها أيضًا التقرب إلى الله ﷾ فتُشتَرط لها النية. قال ﵀: (فصل: ويستحبُّ التثليثُ)

(١) أخرجه مسلم (٢٤٦) من حديث أبي هريرة ﵁. (٢) أخرجه أحمد (٧٣٧)، وأبو داود (١٦٢) (١٦٤) عن علي ﵁. (٣) البخاري (٢٠٦)، مسلم (٢٧٤) عن المغيرة بن شعبة ﵁. (٤) أخرجه مسلم (٢٧٦).

1 / 38