Excellence of the Lord of Creation in Explaining the Brilliant Pearls
فضل رب البرية في شرح الدرر البهية
জনগুলি
قال ﵀: (وعدمُ الاسْتِقْبَالِ والاسْتِدْبارِ للقبلة)
(الاستقبال) أن تجعل القبلة أمامك عند قضاء الحاجة.
و(الاستدبار) أن تجعلها خلفك.
ورد في ذلك أحاديث منها قول النبي ﷺ: «إذا جلس أحدكم على حاجته فلا يستقبل القبلة ولا يَسْتَدْبِرْها» (١).
وقال سلمان: «نهانا رسول الله ﷺ أن نستقبل القبلة بغائط أو بول ...» (٢) الحديث.
وجاء عن أبي أيوب، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول، ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا» (٣).
وجاء عن ابن عمر أنه قال: «لقد ارتقيتُ على ظهر البيت فرأيت رسول الله ﷺ على لبنتين مستقبلَ بيتِ المقدسِ لحاجتِهِ» (٤).
لهذه الأحاديث اختلف أهل العلم في حكم استقبال البيت واستدباره بغائط أو بول.
وأصح هذه الأقوال والذي فيه العمل بجميع الأدلة، قول الإمام الشافعي والبخاري وابن المنذر والجمهور، وهو التفريق بين الصحاري والبنيان.
فيجوز في البنيان عملًا بحديث ابن عمر وغيره.
ولا يجوز في الصحاري عملًا بحديث أبي أيوب وغيره.
وهذا أولى ممن أعمل بعض الأحاديث وأهمل البعض الآخر، فلا إشكال بأن الأَوْلى هو العمل بجميع الأدلة وعدم إهمال أحدها.
ومن أراد المزيد فليراجع «فتح الباري» للحافظ ابن حجر كتاب الوضوء باب (١١) حديث (١٤٤).
_________
(١) أخرجه مسلم (٢٦٥) عن أبي هريرة ﵁.
(٢) أخرجه مسلم (٢٦٢).
(٣) أخرجه البخاري (١٤٤)، ومسلم (٢٦٤).
(٤) أخرجه البخاري (١٤٥)، ومسلم (٢٦٦).
1 / 29