210

عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين

عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين

প্রকাশক

مكتبة العبيكان

সংস্করণ

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

প্রকাশনার স্থান

الرياض

জনগুলি

لم يكن للمسلمين بيت مال في عصر الرسالة و"كان الرسول ﷺ إذا أتاه الفيء قسمه في يومه، فأعطى الآهل حظين، وأعطى العزب حظًا" (١). وكان يعطي المال تأليفًا للقلوب حتى "إن الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يلبث الا يسيرًا حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها" (٢). ولم يفرض للجند عطاء معينًا، بل يقتسمون أربعة أخماس الغنيمة. ولكن الولاة على المدن والعمال على الصدقات كانت لهم رواتب محددة (٣)، وهي تكفل لهم تنفيذ الأمر النبوي "من كان لنا عاملًا فليكتسب زوجة، فإن لم يكن له خادم فليكتسب خادمًا، فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكنًا" قال أبو بكر: أخبرت أن النبي ﷺ قال: "من اتخذ غير ذلك فهو غال أو سارق" (٤).
وكان أبو بكر في أول خلافته ينهج منهج الرسول ﷺ في قسمة المال دون حفظه، ويذكر الواقدي أنه كان يحتفظ به بعد ذلك في بيته بالسنح دون حارس ثم نقله إلى جوار المسجد النبوي (٥).
وقد حدَّد الصحابة مرتب أبي بكر ﵁ بألفي درهم، فقال: "زيدوني فإن لي عيالًا، وقد شغلتموني عن التجارة، فزادوه خمسمائة.
وقد شك الراوي فذكر احتمال أن الراتب كان في الأصل ألفين وخمسمائة

(١) صحيح سنن أبي داؤد للألباني ٢: ٥٧٠.
(٢) مسلم: الصحيح (بشرح النووي) ١٥: ٧٢.
(٣) صحيح سنن أبي داؤد للألباني ٢: ٥٦٨.
(٤) المصدر السابق.
(٥) ابن سعد: الطبقات ٣: ٢١٢، ٢١٣.

1 / 228