এঞ্জেলস: একটি খুব সংক্ষিপ্ত ভূমিকা
إنجلز: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
كان حديث إنجلز عن مقاومة الطبقة العاملة لظروفهم السيئة هذه مستبصرا بالمستقبل، لكنه كان مفرط المنطقية؛ فالعمال الإنجليز «لا يمكن أن يشعروا بالسعادة في ظل هذه الظروف»؛ ومن ثم «لا بد أن يسعوا لوسيلة للهروب منها.» كان أول أشكال هذا التمرد وأقلها فاعلية هو اللجوء للجريمة، وعرض إنجلز عرضا مفصلا لأسلوب تكسير الآلات والإضرابات، لكن ظلت الاتحادات العمالية عاجزة أمام القوتين الكبيرتين المتمثلتين في المنافسة والدورة الاقتصادية؛ ووجد إنجلز أن الأهمية الحقيقية لتلك الاتحادات هي أنها كانت «أولى محاولات العمال لإلغاء منافسة» بعضهم البعض، وكذلك إلغاء المنافسة في النظام الاقتصادي ككل. واستعرض إنجلز انتشار حدوث الإضرابات والمظاهرات، ووصف رد فعل الميثاقيين والاشتراكيين الإنجليز بأنه رد غير مناسب؛ قال في هذا الشأن:
وهكذا، يبدو أن حركة المقاومة العمالية تنقسم إلى قسمين؛ ألا وهما: الميثاقيون والاشتراكيون. أما الميثاقيون فهم الأكثر رجعية من الناحية النظرية، والأقل تقدما، لكنهم ينتمون بالأساس للطبقة العاملة؛ ولذلك فهم ممثلون لهذه الطبقة. وأما الاشتراكيون فهم أفضل من حيث نفاذ البصيرة، ويقدمون حلولا عملية للمشاكل، لكنهم منبثقون في الأصل عن الطبقة البرجوازية، ولهذا السبب فإنهم غير قادرين على الاندماج الكامل مع الطبقة العاملة. إن اتحاد الاشتراكية مع الحركة الميثاقية، أي إعادة إنتاج الشيوعية الفرنسية بطريقة إنجليزية، سيكون هو الخطوة التالية، وتلك الخطوة قد بدأت بالفعل. وفقط في ذلك الوقت، وبعد تحقق ذلك الأمر، ستكون الطبقة العاملة هي القائد المفكر الحقيقي لإنجلترا؛ وهكذا ستبدأ عملية التنمية السياسية والاجتماعية، التي ستدعم هذا الاتحاد الجديد، وهذا التحول الجديد في الحركة الميثاقية (الأعمال المجمعة لماركس وإنجلز، المجلد الرابع).
شكل 3-1: رسوم كاريكاتورية رسمها إنجلز، في يونيو 1839 (من أعلى اليسار إلى اليمين): الضيق بالدنيا، التوتر والإجهاد العصريان، (أعلى) الخلاف في كولونيا، (أعلى اليمين) المادية الحديثة للنبلاء، (أسفل) تحرير المرأة، روح العصور، تحرير الجسد.
ومن خلال الأدلة التي اختارها - لأنه اعتقد أنها الأكثر أهمية - توقع إنجلز أن العمال سوف يدركون بمزيد من الوضوح كيف تؤثر المنافسة عليهم؛ فلقد رأوا بوضوح أكبر من الطبقة البرجوازية أن المنافسة بين الرأسماليين تسبب أزمات تجارية، «وأن هذا النوع من المنافسة أيضا لا بد من وضع حد له» (الأعمال المجمعة لماركس وإنجلز، المجلد الرابع).
لم يكن هدف إنجلز هو تقديم أدلة مناقضة للقضية التي كان يروج لها؛ لأن سرده للموقف لم يكن الغرض منه استعراضا فقط للظروف، بل كان يهدف إلى المساعدة في إحداث تطورات معينة في المجتمع وإحباط أخرى. وعلى الرغم من اعترافه بأن عمله كان متحيزا على نحو واضح لما اعتبره مصالح الطبقة العاملة، فإن النقاد المعاصرين لا بد أن يكونوا حذرين قبل رفض هذا العمل لعدم التزامه الموضوعية والحيادية وعدم التحيز. لكن كيف من المفترض أن يبدو السرد الموضوعي للبؤس؟ وهل يجب أن يكون المرء حياديا عند التحدث عن المعاناة؟ وما هدف البحث والتنظير إذا لم يساعدا في تغيير نظام عالم معيب؟
لم يكن تنبؤ إنجلز «بثورة عنيفة لا يمكن تجنب حدوثها» مدعوما بأدلة تؤكد صدقه (الأعمال المجمعة لماركس وإنجلز، المجلد الرابع). غير أن جهود الطبقة العاملة لتحسين الأوضاع في مكان العمل وفي الإسكان ولمقاومة الآثار السلبية للمنافسة على الأفراد، كان لها أثر كبير في إعادة تنظيم المجتمع تنظيما سلميا إلى حد ما، وهذه العملية أسهم فيها إنجلز بأن تحدى المصلحين ونقادهم حتى يلقوا نظرة عن كثب على مأساة العمال في ظل مجتمع يتزايد فيه تطور الصناعة.
الفصل الرابع
إنجلز الثوري
لم يكن أول لقاء لإنجلز مع كارل ماركس ناجحا؛ ففي طريق إنجلز إلى إنجلترا في نوفمبر عام 1842، زار (للمرة الثانية من العام نفسه) مقر الصحيفة الكولونية الراديكالية التي كانت تنشر بعضا من مقالاته، وكان ماركس قد أصبح رئيس تحرير هذه الصحيفة في منتصف أكتوبر، واتخذ موقفا صارما تجاه الإسهامات المقدمة من مجموعة الهيجليين الشباب في برلين ؛ تلك المجموعة التي كان إنجلز منضما إليها.
كان ماركس، باعتباره عالما وفيلسوفا ومفكرا، متفوقا كثيرا عن إنجلز؛ تعلم ماركس في مدينة ترير التي ولد فيها في 5 مايو 1818، قبل عامين من ميلاد إنجلز، الأعمال الكلاسيكية اللاتينية واليونانية والفرنسية في المنزل وفي المدرسة وفي منزل حميه المستقبلي البارون فون فستفالين. كان والدا ماركس من اليهود الذين تحولوا إلى اللوثرية لأسباب سياسية، لكن لم تلعب اليهودية ولا المسيحية دورا أساسيا في تكوين ماركس مقارنة بالتقوية القمعية التي تربى عليها إنجلز. أما على الصعيدين الديني والسياسي، فقد كانت مدينة ترير بيئة أكثر ليبرالية إلى حد كبير مقارنة ببلدة بارمن، وتأثر ماركس كثيرا بمبادئ الثورة الفرنسية مقارنة بالنزعة المحافظة لمملكة بروسيا التي نشأ فيها إنجلز. وعلى النقيض من إنجلز، كان ماركس طالبا جامعيا متفرغا، درس أولا في بون ثم في برلين، حيث قاوم (بنجاح) محاولات والده في توجيهه نحو دراسة القانون؛ وقد حصل ماركس على دورات في الفلسفة والتاريخ، ودرس على نحو غير رسمي بين الهيجليين الشباب في برلين قبل وصول إنجلز. وتوقفت خطط ماركس لحياته الأكاديمية مبكرا، على الرغم من إكماله رسالة الدكتوراه في الفلسفة الإغريقية (وقبولها عن طريق المراسلة في جامعة ينا)؛ وحيث إن الراديكاليين كانوا يستبعدون من العمل في الجامعات في ألمانيا، جرب ماركس وسائل أخرى لتطوير الأفكار المتداولة بين الهيجليين الشباب، وجرب أيضا وسائل أخرى لكسب العيش.
অজানা পৃষ্ঠা