موسوعة الأخلاق الإسلامية - الدرر السنية
موسوعة الأخلاق الإسلامية - الدرر السنية
প্রকাশক
موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net
জনগুলি
إن الأمانة بوصفها خلقًا ثابتًا في الفرد المسلم معقد آخر من معاقد الروابط الاجتماعية، تنعقد عليه ثقة الناس بما يضعون بين يديه من مال أو سلطان، وبما يمنحونه من وجاهة وتقديم، وبما يكلون إليه من أمور عامة أو خاصة.
ونستطيع أن نبني على هذه المقدمة، أنه متى انهارت في الإنسان فضيلة الأمانة انقطعت ما بينه وبين مجتمعه رابطة من الروابط الاجتماعية، وغدا الناس لا يأمنونه على أي شيء ذي قيمة معتبرة لديهم، خاصًا كان ذلك أو عامًا، لأنهم يقدرون أنه سوف يسطو عليه لنفسه، بعد أن أمست رذيلة الخيانة هي الخلق الذي خبروه فيه.
٣ - ولنأخذ فضيلة العفة مثلًا من أمثلة مكارم الأخلاق.
إن العفة بوصفها خلقًا ثابتًا في الفرد المسلم معقد من معاقد الروابط الاجتماعية، تنعقد عليه ثقة الناس به في أعراضهم، وبهذه الثقة تأمنه الأسرة على عرضها إذا غابت، ويأمنه الجار على عرضه إذا ترك منزله، وتأمنه الزوجة إذا خرج إلى عمله أن لا يختان نفسه، والمرأة العفيفة كذلك تكون موضعًا للثقة بها عند الغيبة عنها.
ومتى انهارت في الإنسان فضيلة العفة لم يأمنه الناس على أعراضهم، ولم يأمنوه على بلادهم ومصالحهم العامة، لأنهم يقدرون أن أعداءهم سوف يسهل عليهم صيده من مغمز عفته المنهارة، ثم تسخيره في خدمة أغراضهم، وبذلك تنقطع ما بينه وبين مجتمعه رابطة من الروابط الاجتماعية.
وهكذا نستطيع أن نقيس على هذه الأمثلة سائر مكارم الأخلاق، كالعدل، والجود، والوفاء، بالعهد والوعد، والإحسان، والعطف على الناس، وغير ذلك من فضائل الأخلاق.
وانهيار كل خلق من مكارم الأخلاق يقابله دائمًا انقطاع رابطة من الروابط الاجتماعية، وبانهيارها جميعًا تنهار جميع المعاقد الخلقية في الأفراد، وبذلك تنقطع جميع الروابط الاجتماعية، ويمسي المجتمع مفككًا منحلًا) (١).
_________
(١) «الأخلاق الإسلامية وأسسها» لعبد الرحمن حبنكة الميداني (١/ ٢٩).
1 / 16