المكتوبة فقه القلوب
موسوعة فقه القلوب
প্রকাশক
بيت الأفكار الدولية
জনগুলি
ولكن الله أحيانًا يوقف باب الأسباب، ويعطله فلا يعمل، ويفتح للإنسان بابًا آخر، ليرى منه قدرة ربه، ويحس بعظمته، ويعلم أن قدرة الله فوق الأسباب.
فحين تقف أمام قوي تقول كل الأسباب أنه سينتصر عليك، ثم تجده ينهزم أمامك وينهار فهذه قدرة الله.
وحين يراد بك سوء، وتتحكم أسبابه، ثم يكشفه الله ويدفعه عنك بلا جهد منك، فهذه قدرة الله جاءت تذكرك بالله.
وحينما تكون في عسرة من الرزق، ثم يفتح الله لك بابًا من الرزق من حيث لا تدري ولا تعلم، ويأتيك الرزق من حيث لا تتوقعه، فتهتف قائلًا: الله أكبر، إنها قدرة الله: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (٣)﴾ [الطلاق: ٢، ٣].
وظهور قدرة الله ليست وقفًا على أحد دون أحد، بل هي تظهر في حياة الناس كلهم.
فكلنا رأى ظهور قدرة الله في فترة من فترات حياته.
رآها في شفاء مريض يئس الأطباء من علاجه .. أو رزق جاء فجأة ليذهب حالة عسر لبائس معدم .. أو قصم جبار أيس الناس من مواجهته.
ولكن لماذا يرينا الله ذلك في الدنيا؟
إن الله يفعل ذلك حتى لا ييأس المؤمن أبدًا، فإذا توقفت الأسباب عن العطاء، فإن الله ﷾ يفتح بابًا من أبواب رحمته، ومن هنا فإن المؤمن عندما تصل به الأسباب إلى طريق مسدود، فإن الله معه يراقبه، فإن توجه إليه وسأله فرج كربته، وقضى حاجته، فليرفع كفيه إلى السماء ويقول: يا رب، ويعلم أن الطريق الذي سدته الأسباب يفتحه الله بقدرته التي تملك الأسباب، والله يفعل ما يشاء بالأسباب، وبدون الأسباب، وبضد الأسباب.
وقد ذكر الله ﷿ في القرآن أمثلة كثيرة من هذا ظهرت فيها كمال قدرة الله سبحانه، وذلك حتى نمضي في الحياة بلا يأس.
1 / 82