جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة
جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة
প্রকাশক
المكتبة العلمية بيروت
প্রকাশনার স্থান
لبنان
জনগুলি
دنيا، أندادًا وأكفاء، كلهم إلى الفضل منسوب، وبالشرف والسؤدد١ موصوف، وبالرأي الفاضل والأدب النافذ٢ معروف، يحمي حماه، ويروي نداماه٣، ويذود أعداه، لا تخمد٤ ناره، ولا يحترز منه جاره أيها الملك: من يبل العرب يعرف فضلهم؛ فاصطنع٥ العرب؛ فإنها الجبال الرواسي عزًّا، والبحور الزواخر طميًّا٦، والنجوم الزواهر شرفًا، والحصى عددًا، فإن تعرف لهم فضلهم بعزوك، وإن تستصرخهم٧ لا يخذلوك".
قال كسرى: وخشي أن يأتي منه كلام يحمله على السخط عليه -حسبك أبلغت وأحسنت.
_________
١ السؤدد بفتح الدال والسؤدد بضمها والسود والسيادة.
٢ الظاهر أثره.
٣ ندامى. جمع ندمان، وهو النديم، وجمع النديم ندماء، ونادمه: جالسه على الشراب "ندمان بمعنى منادم مصروف؛ لأن مؤنثه ندمانة، أما ندمان بمعنى نادم فلا يصرف؛ لأن مؤنثه ندمى:
كل فعلان فهو أنثاه فعلى
غير وصف النديم بالندمان
٤ خمد: كنصر وسمع.
٥ اختر واصطف.
٦ طمي الماء يطمي طميًا علا، والنبت طال والبحر امتلأ، وهمته علت.
٧ تستنجد بهم.
٣٨- خطبة قيس بن مسعود الشيباني: ثم قام قيس بن مسعود الشيباني؛ فقال: "أطاب الله بك المراشد! وجنبك المصائب! ووفاك مكروه الشصائب١! ما أحقنا -إذ أتيناك- بإسماعك ما لا يحنق صدرك، ولا يزرع لنا حقدًا في قلبك! لم نقدم أيها الملك لمساماة، ولم ننتسب لمعاداة، ولكن لتعمل أنت ورعيتك ومن حضرك من وفود الأمم، أنا في المنطق غير محجمين، وفي الناس غير مقصرين إن جورينا فغير مسبوقين، وإن سومينا فغير مغلوبين". _________ ١ جمع شصيبة، وهي الشدة.
٣٨- خطبة قيس بن مسعود الشيباني: ثم قام قيس بن مسعود الشيباني؛ فقال: "أطاب الله بك المراشد! وجنبك المصائب! ووفاك مكروه الشصائب١! ما أحقنا -إذ أتيناك- بإسماعك ما لا يحنق صدرك، ولا يزرع لنا حقدًا في قلبك! لم نقدم أيها الملك لمساماة، ولم ننتسب لمعاداة، ولكن لتعمل أنت ورعيتك ومن حضرك من وفود الأمم، أنا في المنطق غير محجمين، وفي الناس غير مقصرين إن جورينا فغير مسبوقين، وإن سومينا فغير مغلوبين". _________ ١ جمع شصيبة، وهي الشدة.
1 / 61