254

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

প্রকাশক

المكتبة العلمية بيروت

প্রকাশনার স্থান

لبنان

জনগুলি

فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ﷺ وقال: "أيها الناس، إن الله قد اصطنع عند هذه الأمة أن يحمدوه ويشكروه، وقد أعز دعوتها، وجمع كلمتها، وأظهر فلجها١، ونصرها على الأعداء، وشرفها ومكن لها في الأرض وأورثها بلاد المشركين وديارهم وأموالهم، فأحدثوا لله شكرًا يزدكم، واحمدوه على نعمه عليكم يدمها لكم، جعلنا الله وإياكم من الشاكرين" ثم نزل.
"فتوح الشام ص ٢٣٩".

١ الفلج: الفوز والظفر.
١٢٧- وصية أبي عبيدة للمسلمين وقد أصابه طاعون عمواس:
وكان طاعون عمواس قد عم أهل الشام "سنة ١٨هـ" ومات فيه بشر كثير، ومات فيه أبو عبيدة ﵀.
ولما طعن أبو عبيدة وهو بالأردن، دعا المسلمين، فلما دخلوا عليه قال:
"إني أوصيكم بوصية قبلتموها لم تزالوا بخير ما بقيتم، وبعد ما تهلكون، أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وصوموا، وتصدقوا، وحجوا، واعتمروا، وتواصلوا، وتحابوا، وأصدقوا أمراءكم ولا تغشوهم، ولا تلهكم الدنيا، فإن امرأً لو عمر ألف حول ما كان له بد من أن يصير إلى مصرعي هذا الذي ترون، وإن الله قد كتب الموت على بني آدم فهم ميتون، وأكرمهم منهم أطوعهم لربه، وأعلمهم ليوم معاده" ثم قال: يا معاذ، صل بالناس، فصلى معاذ بالناس، ومات أبو عبيدة ﵀.
"فتوح الشام ص: ٢٤٠".

1 / 257