إذا ذهبت للاجتماع بأحد، وبخاصة بمن هو من علية القوم، فتمثل في نفسك كيف كان سقراط أو زينون قمينا أن يسلك في مثل هذا الموقف، ولن تعدم إذ ذاك التناول الصحيح لأي شيء يتم.
إذا ذهبت لتمثل أمام أي شخص ذي سلطان، فتخيل في نفسك أنك قد لا تجده بالمنزل، أنك قد لا يسمح لك بالدخول، أن الأبواب قد لا تفتح لك، أنه قد لا يعيرك اهتماما. فإذا كان من واجبك رغم كل هذا أن تذهب، فاحتمل ما يحدث، وإياك أن تقول (لنفسك): «لم يكن الأمر يستأهل.» فهذا إسفاف ومن شيمة من تزعجه الأشياء الخارجية.
تجنب في محادثاتك أن تكثر من ذكر مغامراتك ومن الإطالة في الحديث عن الأهوال التي صادفتها، فمهما تكن هذه شائقة لك، فما هو بشائق للآخرين بنفس الدرجة أن يسمعوا مغامراتك. تجنب بالمثل محاولة إثارة الضحك، فهذا منزلق قد يهوي بك إلى الإسفاف، وهو جدير أيضا أن يذهب بهيبتك لدى جلسائك.
من العادات الخطرة أيضا الاقتراب من البذاءة. فإذا وقع أي شيء من ذلك فانهر من أقدم عليه إذا سمحت الظروف. فإذا لم تسمح فليكن صمتك على الأقل وخجلك وامتعاض سحنتك معبرا بوضوح عن استيائك من هذا الحديث. (34) اللذة
حين تراودك خيالات متعة مرتقبة، فاحذر أن تأخذك بعيدا، شأن غيرها من الخيالات. بل انتظر قليلا وامنح نفسك مهلة، ثم استحضر في ذهنك كلتا اللحظتين: تلك التي ستنال فيها المتعة ، وتلك التي ستندم فيها بعد ذلك وتوبخ نفسك. وضع مقابل ذلك بهجتك وغبطتك بنفسك إذا أنت تعففت عن اللذة. أما إذا بدا لك الوقت ملائما للانغماس، فاحترس ألا يقهرك سحر اللذة وتخلبك متعتها وإغراؤها، وضع في الكفة الأخرى كم هو أفضل بكثير إدراكك بأنك قد انتصرت عليها. (35) لا تتحرج مما هو صواب
إذا قررت أن تفعل شيئا ترى أنك ينبغي أن تفعله، فلا تتحرج من أن ترى فاعلا إياه، حتى إذا كان رأي الأغلبية سوف يدينك فيه؛ ذلك أنك إذا كان فعلك خطأ فإن عليك أن تجتنبه. أما إذا كان صوابا، فلماذا تخشى الذين سوف يعيبونك مخطئين؟!
20 (36) الأكل
مثلما أن عبارة «الوقت نهار» وعبارة «الوقت ليل» تعنيان الكثير وهما منفصلتان، فإذا اتصلتا لا تعنيان شيئا، كذلك أخذك نصيبا أكبر قد يفيد جسدك كثيرا، أما إذا كنت مجتمعا بغيرك في وليمة وتريد أن تلتزم باللياقة الاجتماعية فلن يفيدك في ذلك شيئا؛ لذا عندما تأكل مع غيرك، فلا يكن حرصك مقصورا على فائدة الجسم من الأصناف المقدمة أمامك، بل أيضا على فائدة الكياسة تجاه مضيفك. (37) دور يتجاوز قدراتك
إذا حاولت أن تضطلع بدور يتجاوز قدراتك، فأنت لا تخزي نفسك فيه فحسب، بل تصرفها أيضا عما كانت قادرة على أدائه. (38) إيذاء العقل
عندما تمشي فأنت تأخذ حذرك من أن تطأ مسمارا أو أن تلوي قدمك.
অজানা পৃষ্ঠা