178

جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف

جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف

প্রকাশক

مكتبة العبيكان،الرياض

সংস্করণ

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤١٩هـ/١٩٩٩م

প্রকাশনার স্থান

المملكة العربية السعودية

জনগুলি

يعتدّ به من أهل العلم، وبالنص الصحيح الصريح في منع الحلف بغير الله. فقول بعض أهل العلم١ بانعقاد اليمين به ﷺ لتوقف إسلام المرء على الإيمان به ظاهر البطلان، والله تعالى أعلم" ٢.
وهذا الذي قرره الشيخ الأمين ﵀ هو ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ حين ذكر تنازع الناس في الحلف بالنبي ﷺ، ثم قال بعد ذلك: "إن الصواب الذي عليه عامة علماء المسلمين سلفهم وخلفهم أن لا يحلف بمخلوق؛ لا نبي ولا غير نبي، ولا ملك من الملائكة، ولا ملك من الملوك، ولا شيخ من الشيوخ، والنهي عن ذلك نهي تحريم عند أكثرهم كمذهب أبي حنيفة وغيره، وهو أحد القولين في مذهب أحمد" ٣.
وإذا كان الشيخ الأمين ﵀ يبيّن أن ليس للمخلوق أن يحلف بغير الله، فإنه يؤكد في موضع آخر أن للخالق أن يقسم بما شاء من خلقه، فيقول ﵀: " والله جلّ وعلا له أن يقسم بما شاء من خلقه، ولم يقسم في القرآن بحياة أحد إلا نبينا ﷺ. وفي ذلك من التشريف له ﷺ ما لا يخفى"٤
وما بينه الشيخ ﵀ من أن للخالق أن يقسم بما شاء من خلقه أشار إليه الشيخ سليمان بن عبد الله٥ ﵀ بقوله: "فإن قيل إن الله أقسم بالمخلوقات في القرآن. قيل: ذلك يختص بالله ﵎؛ فهو يقسم بما شاء من خلقه لما في ذلك من الدلالة على قدرة الرب ووحدانيته،

١ منهم الإمام أحمد ﵀ في الرواية الأخرى، انظر مجموع الفتاوى ١/٣٣٥.
٢ أضواء البيان ٢/١٢٣.
٣ فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٢٧/٣٤٩. وانظر: تيسير العزيز الحميد ص٥٩٠.
٤ أضواء البيان ٣/٣٤.
٥ تقدمت ترجمته.

1 / 203