جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية
جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية
প্রকাশক
دار الصميعي
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى-١٤١٦ هـ
প্রকাশনার বছর
١٩٩٦ م
জনগুলি
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات
١ - ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٢٥] .
٢ - ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ﴾ [الأحقاف: ٥] .
٣ - ﴿إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ [فاطر: ١٤] .
٤ - ﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾ [النمل: ٦٥] .
٥ - ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف: ١٨٨] .
٦ - ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ﴾ .... [الأنعام: ١٧، يونس: ١٠٧] .
1 / 3
٧ - ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ [يونس: ٣١] .
٨ - ﴿وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ [يونس: ١٨] .
٩ -.... ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: ٣] .
*****
1 / 4
بسم الله الرحمن الرحيم
الأحاديث
١ - «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» [ص ٤١٥] .
٢ - «اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» [ص ٤٢٩-٤٣٠] .
٣ - «ألا أبعثك على ما بعثني به رسول الله ﷺ: أن لا تدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته» [ص ١٦٢٨] .
٤ - «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا» [ص ٤١٢] .
٥ - «لعن رسول الله ﷺ زوارات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج» [ص ٦٤٢ -٦٤٣] .
٦ - «لا تجعلوا قبري عيدًا ...» [ص ١٦٠٢] .
٧ - «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم» [ص ٨١٩-٨٢٠] .
٨ - «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد» [ص ٦٤٥] .
٩ - «الدعاء هو العبادة» [ص ١٤١٠] .
1 / 5
بسم الله الرحمن الرحيم
المقالة الحنفية الحنيفية التي تقمع القبورية
١ - مقالة أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد أئمة الحنفية: «لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به * وأكره أن يقول: أسألك بمعقد العز من عرشك * والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: ١٨٠] * وكره قوله: بحق رسلك وأنبيائك وأوليائك أو بحق البيت الحرام *» [ص ١١٢٣ - ١١٢٩] .
٢ - مقالة الفقهاء الحنفية: «من قال: أرواح المشايخ حاضرة تعلم؛ كفر» [ص: ٨٣٩] .
٣ - مقالة أخرى للفقهاء الحنفية: «من ظن أن الميت يتصرف في الأمور دون الله، واعتقاده ذلك؛ كفر» [ص: ٩٦٠] .
٤ - مقالة الإمام ولي الله الدهلوي حجة الحنفية (١١٧٦هـ): «كل من ذهب إلى بلدة أجمير، أو إلى قبر سالار مسعود، أو ما ضاهاها لأجل حاجة يطلبها؛ فإنه آثم إثمًا أكبر من القتل والزنى، ليس مثله إلا مثل من كان يعبد المصنوعات، أو مثل من كان يدعو اللات والعزى ...» [ص ١١٤١-١١٤٢] .
1 / 7
بسم الله الرحمن الرحيم
القصيدة السلفية اليمانية ثم الحنفية
في كشف فضائح القبورية الشركية
أعادوا بها معنى سواع ومثله ... يغوث وود بئس ذلك من ود
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها ... كما يهتف المضطر بالواحد الصمد
وكم نحروا في سوحها من بحيرة ... أهلت لغير الله جهلًا على عمد
وكم طائف عند القبور مقبل ... ويلتمس الأركان منهن بالأيدي
*****
1 / 9
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الرسالة مشتملة على:
- مقدمة.
- وعشرة أبواب.
- وخاتمة.
1 / 11
المقدمة
وفيها أمور ثلاثة عشر:
- الأول: خطبة الحاجة.
- الثاني: أهمية توحيد العبادة.
- الثالث: حالة الناس قبل نشأة القبورية.
- الرابع: نشأة القبورية وتطورها في الأمم الخالية.
- الخامس: نشأة القبورية في هذه الأمة ومصادرها، وأسباب تطورها وانتشارها.
- السادس: أشهر فرق القبورية.
- السابع: جهاد أئمة الإسلام في الرد على القبورية.
- الثامن: خلاصة جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية.
- التاسع: أسباب اختيار هذا الموضوع الخطير.
- العاشر: خطة البحث.
- الحادي عشر: منهج هذه الرسالة.
- الثاني عشر: مواجهة المشكلات.
- الثالث عشر: كلمتا رجاء وشكر.
1 / 13
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢] .
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١] .
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠] .
1 / 15
«أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة»، «وكل ضلالة في النار» .
والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه أجمعين، والذين تبعوهم بإحسان إلى يوم الدين.
(٢) أهمية التوحيد:
أما بعد: فيقول أبو عبد الله، شمس الدين بن محمد أشرف الأفغاني السلطاني المدني السلفي، غفر الله له ورحمه وحفظه: إنه لا يخفى: أن الله ﷿ قد اختار لعباده دين الإسلام، دين الصدق والعدل؛ كما قال سبحانه: ﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: ٣] .
وقال جل وعلا: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام: ١١٥] .
وأساس هذا الدين القيم: هو توحيد الله تعالى، وعبادته وحده لا شريك له.
وهذا هو المقصد الأعلى، والهدف الأسمى، والغاية العظمى،
1 / 16
والمرام الأسنى؛ وأرسل للدعوة إليه الرسل، وأنزل لتحقيقه الكتب، وهو أول واجب على المكلف، وآخر واجب عليه، وهو الذي يقاتل لأجله، ويوالي ويعادي بسببه.
ولكن القبورية ناقضوا هذا الأصل؛ فهدموا الإسلام من أساسه! .
(٣) حالة الناس قبل نشأة القبورية:
لقد كان الله ﷾ خلق آدم أبا البشر وزوجه أم البشر وارتضى لهما ولجميع بني آدم هذا الدين القيم؛ فكانوا يعبدون ربهم وحده لا شريك له.
وقد كانوا كلهم أمة واحدة على ملة واحدة؛ يوحدون ربهم ﷿ ويعبدونه وحده لا شريك له، بطريقة واحدة أرشدهم إليها بواسطة أنبيائه ﵈، فلم يكونوا يشركون بعبادة ربهم أحدًا، كما أنهم لم يكونوا يعبدون ربهم بطرق بدعية.
فكانوا كلهم رجالًا ونساءً مسلمين موحدين سنيين، ولم يكن فيهم مشرك بالله، ولا قبوري، ولا وثني، ولا صنمي، ولا مبتدع في دين الله، ولا خرافي في شرع الله.
فلم يكن يوجد صنم يسجد له، ولا وثن يعبد، ولا قبر يعكف عليه، ويراقب إليه، ولا شجر يتبرك به، ولا حجر يذبح عنده، ولا ملك مقرب ينذر له، ولا نبي مرسل يستغاث به، ولا ولي صالح يستعان به.
(٤) نشأة القبورية في الأمم الخالية:
وقد كان إبليس عليه لعائن الله تترى عدوًّا لدودًا لهم جميعًا، وكان
1 / 17
وضعهم هذا يسيئه؛ لكونه يراهم في طاعة الله يسيرون، وعلى شرع الله يسلكون، والله وحده يعبدون، وإياه يوحدون؛ فكان يتحين لهم الفرص لإغوائهم بطرق إبليسية سرية شيطانية مزخرفة؛ فلم يتمكن من ذلك؛ إلى أن توفي بعض الصالحين الذين لهم مكانة في قلوبهم؛ أمثال ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، فحزنوا لفراقهم حزنًا شديدًا.
فاحتال عليهم الشيطان، وسول لهم أمورًا استدرجهم بها إلى أن عكفوا على قبورهم فعبدوهم.
وبهذه الطريقة الشيطانية، ظهرت فرقة قبورية في بني آدم قبل رسول الله نوح ﵊؛ حيث انحرفوا عن عبادة الله تعالى وحده، وناقضوا توحيده سبحانه، حتى رسخت الوثنية في قلوبهم، وجعلوا يعبدون هؤلاء الصالحين بأنواع من العبادات تحت ستار التعظيم والولاية والمحبة والتوسل والشفاعة.
وقد آل بهم الأمر إلى أن صارت أمة التوحيد أمة وثنية، فأرسل الله تعالى إليهم رسوله نوحًا ﵊، فمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، وكان يدعوهم إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، ونبذ عبادة القبور وأهلها، وترك الاستغاثة بالصالحين، والاستعانة بهم.
فحاربوه وعاندوه، ولم يقبلوا منه، وبقوا على قبوريتهم ووثنيتهم، إلا نزرًا قليلًا من الموحدين السنيين؛ إلى أن اجتاحهم الله تعالى بطوفان من عنده، ونجا أهل التوحيد.
ثم بعد فترة من الزمن احتال عليهم إبليس؛ فزين لهم بمكائده ومكره عبادة القبور وأهلها من الصالحين، إلى أن انتشرت القبورية بسبب عبادتها
1 / 18
وعبادة أصحابها في كثير من الأمم؛ أمثال عاد وثمود ومدين وغيرهم.
حتى دخلت القبورية بشكل واضح إلى الفلاسفة اليونانية، أمثال أرسطو وتلاميذه؛ مع ما كانوا يعبدون الأصنام أيضًا.
ثم آلت سموم القبورية إلى اليهود والنصارى، فكانوا قبورية أقحاح؛ يعبدون القبور وأهلها.
وانتشرت القبورية وتطورت، واتخذت صورًا شتى، وآل الأمر إلى عبادة الأوثان والأصنام والأحجار والأشجار التي لها علاقة بالقبور وأهلها من الصالحين.
حتى وصل الأمر إلى مشركي العرب ...
وقد كانوا في الأصل على ملة إبراهيم ﵊، ولكن استدرجهم الشيطان، فزين لهم عبادة القبور وأهلها، فدخلت فيهم الوثنية من طريق عبادة القبور وأهلها، فكانوا قبورية وثنية صنمية.
هكذا عمت القبورية البلاد والعباد وطمت؛ إلا من شاء الله من موحدي الفطرة.
(٥) نشأة القبورية في هذه الأمة، ومصادرها، وأسباب انتشارها:
ثم أنعم الله تعالى على هذه الأمة؛ فبعث محمدًا ﷺ رسولًا إلى الثقيلن، ﴿عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ﴾، وقد «مقت أهل الأرض عربهم»
1 / 19
«وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب» ماتوا - أو أكثرهم - قبيل مبعثه ﷺ، والناس إذ ذاك أحد رجلين: إما كتابي معتصم بكتاب مبدل، أو منسوخ، ودين دارس بعضه مجهول، وبعضه متروك. وإما أمي: من عربي، وعجمي، مقبل على عبادة ما استحسنه، وظن أنه ينفعه؛ من نجم، أو وثن، أو قبر، أو تمثال، أو غير ذلك؛ والناس في جاهلية جهلاء: من مقالات يظنونها علمًا، وهي جهل؛ وأعمال يسحبونها صلاحًا، وهي فساد ...
فهدى الله الناس بنبوة محمد ﷺ، وبما جاء به من البينات والهدى:
هداية جلت عن وصف الواصفين، وفاقت معرفة العارفين، وفتح الله به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا، وجمعهم على دين الإسلام؛ دين التوحيد، والملة الإبراهيمية الحنيفة بعد تشتت تام وعداوة كاملة، وانهيار خلقي، وانحلال ديني وفساد عقدي، وألف به بين قلوبهم، فأصبحوا بنعمته إخوانًا، وكسرت الأصنام، والأوثان، وطمست التماثيل، وسويت القبور المشرفة، وأزيل كل ما يعبد من دون الله؛ من قبر وشجر وحجر ونصب وصنم ووثن، وأبطل، وصار الدين كله لله.
وصار الناس مسلمين موحدين يعبدون الله وحده مخلصين له الدين، إلا من شاء الله تعالى من المشركين والمنافقين والكتابيين.
1 / 20
وانقشعت ظلمات الإشراك بالله، ورفرفت رايات التوحيد في البلاد * والعرب والعجم من العباد.
وتوفى الله تعالى رسوله ﷺ والإسلام في تقدم وشوكة تامة وغلبة كاملة، ليظهر على الدين كله.
فواصل خلفاؤه الراشدون سيرهم إلى أن صارت الدولتان العظيمتان * والقوتان الماديتان * الفرس والروم في ذلة وهوان * وخوف بعد أمان * إلى أن جعل قيصر مقصورًا محصورًا * وكسرى مكسورًا مقهورًا * ولما رأى أعداء الإسلام * من اليهود والنصارى والمشركين: من عبدة القبور والأوثان والأصنام * أنه لا يمكن القضاء على هذا التيار * جند الإسلام الكرار * اندس كثير من جواسيسهم في المسلمين * متبرقعين بالإسلام لإحداث القلاقل والزلازل والفتن وبث وثنية الوثنيين * تحت خطط مدبرة سرية * يهودية نصرانية ومجوسية وثنية * فتمكنوا من تمهيد الطريق لإعادة الجاهلية الأولى * واليهودية الخرقاء، والنصرانية الحمقاء، والمجوسية الجهلاء * عن طريق الغلو في الصالحين وتعظيم قبورهم بما لم يأذن به الله ﷿.
فابتليت هذه الأمة بملحد زنديق مشرك منافق يهودي يدعى عبد الله بن سبأ وابن السوداء (٤٠هـ)؛ فادعى ألوهية علي بن أبي طالب ﵁، وأحدث عقيدة رجعته بعد موته ورجعة النبي ﷺ أيضًا، وحياة الأموات الأولياء حياة دنيوية،
1 / 21
وكانت له جمعية سرية تعرف بالسبئية، إلى أن تطورت وعرفت بالروافض، ثم الإسماعيلية القرمطية، والنصيرية، وغيرهم من الباطنية.
فكانوا يعبدون القبور وأهلها ويبنون عليها المساجد والقباب، فأحيوا بذلك سنن اليهود والنصارى والمشركين.
فظهرت في هذه الأمة فرقة قبورية وثنية في صورة هؤلاء الروافض؛ فعمروا المشاهد وعطلوا المساجد.
هذه من ناحية ...
1 / 22
ومن ناحية أخرى: أنه عربت كتب الفلاسفة اليونانية القبورية الوثنية، وعكف عليها كثير ممن تفلسفوا في الإسلام:
أمثال الفارابي الكافر (٣٣٩هـ)، وابن سينا الحنفي القرمطي (٤٢٨هـ)، ونصير الكفر والشرك الطوسي (٦٧٢هـ)، وغيرهم ممن لعبوا بالإسلام كما لعب بولس (٦٥م) بالنصرانية، فتأثروا بآرائهم الفلسفية، ومنها العقائد القبورية، فصاروا دعاة للقبورية الوثنية بتفلسفهم.
1 / 23
وسايرهم كثير من المتكلمين من الماتريدية الحنفية، والأشعرية الكلابية بسبب العكوف على كتبهم الفلسفية، فتأثروا بعقائدهم القبورية، حتى صاروا دعاة إلى القبورية والجهمية في آن واحد: أمثال:
التفتازاني الحنفي فيلسوف الماتريدية والقبورية (٧٩٢هـ)، والجرجاني الحنفي الصوفي الخرافي الكلامي (٨١٦هـ) .
ومن ناحية ثالثة: أنه قد ظهر ناس من المسلمين بمظهر التقشف، (وكان أخطر هؤلاء الأعداء * على الدهماء * وأبعدهم غورًا في الإغواء * أناس ظهروا بأزياء الصالحين: بعيون دامعة كحيلة * ولحى مسرحة طويلة * وعمائم كالأبراج * وأكمام كالأخراج * يحملون سبحات كبيرة الحبات * ويتظاهرون بمظهر الدعوة إلى سنة سيد السادات * مع انطوائهم على مخاز ورثوها عن الأديان الباطلة * والنحل الآفلة * وكان من مكرهم الماكر * أن خلطوا الكذب المباشر * بالتزيد في تفسير مأثور * أو حديث صح أصله عند الجمهور * باعتبارهم ذلك أنجع في إفساد دلالة كتاب الله * وسنة رسوله) ﷺ.
1 / 24
وقد عرف هؤلاء الملاحدة الزنادقة بالصوفية الحلولية والاتحادية القبورية الخرافية؛ أمثال الحلاج (٣٠٩هـ)، وابن الفارض (٦٣٢هـ)، وابن عربي (٦٣٨هـ)، وابن سبعين (٦٦٩هـ)، والمولوي
1 / 25
الرومي الحنفي صاحب المثنوي (٦٧٢هـ)، والقونوي (٦٧٣هـ)، والتلمساني (٦٩٠هـ)، وخواجه نقشبند إمام النقشبندية (٧٩١هـ)، وعبد الكريم الجيلي (٨٧٢هـ)، والجامي الحنفي شارح الكافية والفصوص (٨٩٨هـ)، والشعراني (٩٧٣هـ)، والنابلسي الحنفي (١١٤٣هـ) .
فمن طريق هؤلاء الروافض والمتفلسفة والمتكلمة والصوفية الخرافية تسربت القبورية إلى كثير ممن ينتمون إلى الأئمة الأربعة رحمهم الله تعالى.
فأكثر القبورية في الحنفية؛ لكثرة عددهم، وكثرة الفرق المبتدعة فيهم، وكثرة الملوك والأمراء والقضاة القبورية فيهم، ثم في المالكية والشافعية ونزر قليل من الحنابلة.
مع أن الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة الإسلام برآء من قبوريتهم.
هكذا انتشرت القبورية في شرق الأرض وغربها، وجنوبها وشمالها، وهندها، وفارسها، وتركها، ورومها، وعربها، وعجمها.
1 / 26
بل أصيب بهذا الداء العضال داء القبورية كثير من أهل العلم والفضل والفقه واللغة والأدب من العلماء الأعلام فضلًا عن الجهلة العوام، إلا من شاء الله تعالى من عباده الموحدين.
واشتد أمر القبورية في القرون الوسطى حيث كانت على مستوى الحكومات والشعوب، وظهرت القبورية في كثير من الطوائف بشكل واضح.
(٦) أشهر فرق القبورية:
والقبورية فرق كثيرة، ولكنها متفاوتة في دركاتها القبورية من حيث الغلو، ومتباينة في الأسماء من حيث انتمائهم إلى الأشخاص والمدارس: فبعضهم وثنية أقحاح، وبعضهم يعتقد بعض العقائد القبورية الشركية، وبعضهم متأثر ببعض البدع القبورية.
وهذه الفرق القبورية متمثلة في الروافض، بجميع فرقهم، والصوفية الحلولية والاتحادية، التي هم غلاة القبورية الوثنية، والقادرية، والرفاعية، والشاذلية المغربية المصرية، والميرغنية، والجلوتية،
1 / 27