Educational Milestones for Aspiring High Religious Authorities
معالم تربوية لطالبي أسنى الولايات الشرعية
জনগুলি
هذا الثغر الذي تتعطش الأمة في كل زمان ومكان إلى أهله ورجاله، الذين نور الله قلوبهم بالعلم، وشرح صدورهم بالعلم والحكمة والإيمان، فجعلهم به هداة مهتدين، يقولون الحق وبه يعدلون، هذا المقام العظيم الذي يقوم به المسلم مبلّغًا لشرع الله ودين الله ﷿، فما أشرفه من مقام، وما أعظمه من ثغر جليل المرام، يوم يقف الإنسان لكي يبيّن الحلال والحرام ويفصّل الشريعة والأحكام، على نور من الله وهدى من كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ.
ولذلك أخبر الله جل وعلا أنه تولى هذا المقام العظيم بنفسه، فقال في كتابه الكريم: «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ» [النساء:١٧٦]، يوم نزلت هذه النازلة برسول الأمة ﷺ، فتولى الله جوابها وحلها ودفع إشكالها، وقد تقلدها رسول الأمة ﷺ حين بين حلال الله وحرامه، وشرعه ونظامه، فهدى الله به الأمة إلى حكم الله في النوازل والمشاكل، ثم خلفه ﷺ في هذا الثغر العظيم والمقام الجليل الكريم، أصحابه الكرام ﵃ أجمعين.
فكانوا أئمة هداة مهتدين، يسيرون على نهجه ﷺ قولًا وعملًا واعتقادًا، ثم تبعهم التابعون لهم بإحسان كلما مضى لهم جيل، تبعه على ذلك النهج جيل، فهم على أوضح حجة وأبين سبيل، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير ما جزى به عاملًا عن عمله، وما زالت الأمة بخير ما قام علماؤها بهذا الثغر، ولا تزال الأمة بخير مادام قد وجد فيها من يبيّن الحلال والحرام، ويفصّل الشريعة والأحكام، يلتزم بذلك المنهج المفضي إلى الجنة دار السلام، ولو لم يكن لفضل الفتوى إلا عظيم البلوى لكفاها شرفًا وفضلًا.
فإن العلماء –﵏ يقولون: يستدل على فضل الشيء بعظيم أثره في الناس.
1 / 79