Educational Milestones for Aspiring High Religious Authorities
معالم تربوية لطالبي أسنى الولايات الشرعية
জনগুলি
انظر إلى ابن عباس الذي علم سنة رسول الله ﷺ، ولم يقل: إن رسول الله ﷺ دعا لي بالعلم، فأنا عالم إن شاء الله، ولكن أهان نفسه لكي يكرمها عند الله، وأذلّ نفسه لكي يعزّها الله، فكان له ذلك من الله.
ولما توفي زيد، جاء ابن عباس –وكان وفيًا لأهل العلم- فحمل جنازته حتى سقطت عمامته من رأسه، ولم يزل فيها حتى دفنه. ثم لما دفن زيدًا، قام على قبره تختنقه العبرة، فبكى وقال: ألا من سَرّهُ أن ينظُرَ كيف يقبض الله العلم، فلينظر هكذا يقبض الله العلم بموت العلماء (١) [١٦]) .
ولذلك عزّت عند الله مكانته، ورفع الله قدره، وشرح صدره، وبلغ من العلم مبلغًا عظيمًا، حتى كان إمامًا لا يجارى، إذا وقف في كتاب الله يفسره، تفجرت ينابيع الحكمة في تفسيره ﵁ وأرضاه، حتى قام في يوم عرفة ففسر سورة النور. يقول الراوي: والله لو شهده الفرس والروم والديلم لأسلموا لله ﷿ (٢) [١٧]) .
كل ذلك لما ذل للعلم وحفظ للعلماء حقوقهم ﵁ وأرضاه.
والله، لا يحفظ حق العلماء إلا الموفق، ولا يقلل من شأنهم إلا من قلبه مرض وزيغ، وأهل البدع والأهواء –والعياذ بالله- يُعرفون بنقيصة العلماء.
قال بعض أهل العلم ﵏: إذا أردت أن تنظر إلى رجل في قلبه مرض، فانظر في من يطعن في العلماء أو يحتقر العلماء.
_________
(١) ١٦]) أخرجه الإمام الطبراني في الكبير (٥/٤٧٥١/١٠٩) . والحاكم في المستدرك (٣/٤٢٢) . وابن سعد في الطبقات (٢/٣٦١-٣٦٢) . والحافظ ابن عبد البر في الجامع، وصححه الزهيري رقم (١٠٣٥) (ص:٦٠١) .
(٢) ١٧]) رواه الحافظ ابن عبد البر ﵀ في الجامع عن شقيق (١/٥٤٣)، وصححه المحقق برقم (٧٣١) (ص:٤٦٧) .
1 / 16