39

إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة

إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة

প্রকাশক

مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٣٢هـ - ٢٠١١م

প্রকাশনার স্থান

الظهران

জনগুলি

المطلب الأول صفاتها الخِلْقِيَّة كانتْ أُمُّ المؤمنين عَائِشَة ﵂ امرأةً جميلةً، بيضاء مشربة بحُمْرَة؛ ولهذا يقال لها: الحميراء (١)، والعرب تطلق على الأبيض الأحمر، كراهة لاسم البياض لكونه يشبه البرص، فهي كانت ﵂ بيضاء بياضًا ناعمًا مشربًا بحمرة، وهو أحسن الألوان (٢). وكانت ﵂ نحيلة الجسم في شبابها، ثم بمرور الأيام امتلأت وبَدُنَتْ، وحملت اللحم، وهذا ما تحكيه هي بنفسها، فقالت ﵂: «سَابَقَنِي النَّبِيّ ﷺ فَسَبَقْتُهُ، فَلَبِثْنَا حَتَّى إِذَا رَهِقَنِي اللَّحْمُ سَابَقَنِي فَسَبَقَنِي، فَقَالَ: "هَذِهِ بِتِلْكَ"» (٣). وكانت ﵂ أقرب إلى الطول في جسمها، وكان شعرها طويلًا وهي صغيرة،

(١) تصغير الحمراء، بمعنى بيضاء اللون مشرب بياضها بحمرة، والعرب تسمي الرجل الأبيض: أحمر، والمرأة حمراء، وقد وردت كلمة الحميراء في كثير من النصوص، ولكن الغالب فيها ضعيف، قال المزي ﵀: "كل حديث فيه يا حميراء فهو موضوع إلا حديثًا عند النسائي". ينظر: مرقاة المفاتيح ٥/ ٢٠٠٣، وقال ابن القيم ﵀ في المنار المنيف ص (٦٠): "كل حديث فيه يا حميراء أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق". ولكن هذا الكلام ليس هذا على إطلاقه فقد ورد حديث فيه كلمة (الحميراء)، وهو صحيح، فعن عائشة ك قالت: «دَخَلَ الْحَبَشَةُ الْمَسْجِدَ يَلْعَبُونَ فَقَالَ لِي: "يَا حُمَيْرَاءُ، أَتُحِبِّينَ أَنْ تَنْظُرِي إلَيْهِمْ؟ " فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَامَ بِالْبَابِ، وَجِئْتُهُ، فَوَضَعْتُ ذَقَنِي عَلَى عَاتِقِهِ، وَأَسْنَدْتُ وَجْهِي إلَى خَدِّهِ ...» الحديث. أخرجه النسائي في السنن الكبرى ٥/ ٣٠٧، رقم (٨٩٥١)، والطَّحَاوي في شرح مشكل الآثار ١/ ٢٦٨، رقم (٢٩٢)، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ٢/ ٤٤٤: "إسناده صحيح، ولم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا". (٢) ينظر: البدء والتاريخ ٥/ ١١، وسير أعلام النبلاء ٣/ ٤٢٨. (٣) سبق تخريجه.

1 / 53