ইরাকে পারস্য রাজ্যের ইতিহাস
تاريخ الدول الفارسية في العراق
জনগুলি
تمهيد: ابتدأت هذه الدولة بقيام ثلاثة إخوة: أبو الحسن علي، وأبو علي الحسن، وأبو الحسن أحمد، أولاد أبي شجاع بويه بن فناخسرو، الذي يتصل نسبه على ما قيل إلى ملوك الفرس القدماء،
1
وكان أبوهم أبو شجاج قد سكن بلاد «الديلم»،
2
ونشأ أولاده فيها ثم خرجوا مع من خرج من بلاد «الديلم» من أهل العصابات والثورة من دعاة العلويين ليفسدوا على العباسيين، فدخل الإخوة الثلاثة في جيش «ماكان بن كالي»، فلما أدبر أمر «ماكان» التحقوا بمرداويج مؤسس الدولة الزيارية في «طبرستان» و«جرجان» و«الري» و«قزبين» و«همدان» و«أصبهان» وغيرها، فتقلد كل واحد منهم ناحية من الجبل سنة 321ه الموافقة لسنة 933م، وكان أكبرهم وهو أبو الحسن علي على بلاد «الكرج» التي كانت في «العراق» العجمي بين «أصفهان» و«همذان»، وكان عالي الهمة فكثر أتباعه وأتباع أخويه، ثم حصلت بينه وبين مرداويج وحشة، فانتقض عليه وسار إلى «أصفهان» وملكها، ثم استولى على أرجان - جرجان.
وعلى أثر ذلك كاتبه أهل «شيراز» يستدعونه، فسار إليهم سنة 322ه/934م، فقاتله ياقوت عامل الخليفة، ولكنه فشل وانهزم ودخل علي «شيراز»، فدانت له بلاد «فارس» كلها واشتهر، ولما قتل مرداويج انضمت عساكره إلى علي هذا، وكان الخليفة يومئذ الراضي بالله، فكتب إليه علي وإلى وزيره علي بن مقلة يطلب تقرير البلاد عليه بألف ألف درهم - مليون - في السنة، فأجيب إلى ذلك وبعثوا إليه بالخلع واللواء، ولما قوي أمر علي أقطع أخاه الحسن «أصفهان»، وأخاه أحمد «كرمان»، وأقام هو ب «فارس» ملكا عاما إلى أن مات سنة 338ه، بعد أن أسس أكبر دولة فارسية شيعية في الشرق.
وأول غارة شنها البويهيون على «العراق» كانت في سنة 326ه الموافقة لسنة 937م، وذلك أن أبا عبد الله البريدي كان قد انهزم من «ابن رائق» و«بجكم التركي» - يحكم - المتغلبين على الخلافة ب «بغداد»، وسار إلى «اصطخر» مستنجدا بعلي بن بويه، فأرسل أخاه أحمد لأخذ «العراق»، فسار هذا بجيوشه حتى وصل «أرجان»، فلاقاه هناك «بجكم» والي مدينة «واسط»، وكان قد سار لصده، وبعد عدة معارك انهزم «بجكم» إلى «الأهواز»، فتقدم أحمد إلى عسكر مكرم وقاتل حاميتها الذين تركهم فيها «بجكم»، فهزمهم ففروا إلى «تستر»، ثم سار أحمد إلى «الأهواز» وملكها عنوة وفر «بجكم» إلى «واسط»، وعلى أثر ذلك حدث خلاف بين أحمد وبين ابن البريدي فهرب الثاني، فعلم باختلافهم «بجكم» فأرسل جيشا واسترد «الأهواز» وأكثر البلاد التي استولى عليها أحمد، فلما فشل أحمد استنجد بأخيه علي فأمده بالجيوش، فعاد واستولى على «الأهواز»، أما «بجكم» فإنه سار من «واسط» إلى «بغداد» واستولى عليها، وقلده الخليفة الراضي بالله إمارة الأمراء؛ خوفا من شره، وذلك سنة 329ه، وكان ابن البريدي بعد أن فر من أحمد قد أقام ب «البصرة»، وصار يراسل «بجكم» ويحرضه على المسير إلى «الجبل» ليرجعها من الحسن بن بويه، ثم يسير إلى «الأهواز» فيستردها من أحمد بن بويه، واتفق معه فأمده «بجكم» بخمسمائة فارس وسار هو إلى «حلوان» في انتظاره، وبقي ابن البريدي يتربص ببجكم وينتظر أن يبعد عن «بغداد» فيهجم هو عليها، فأدرك ذلك «بجكم» فرجع إلى «بغداد»، ولما عظمت الفتن في «بغداد» وتوالت الاضطرابات في «العراق»، وتولى إمارة الأمراء توزون التركي - تورون أو طوسون - كان أحمد مقيما ب «الأهواز» يراقب كل ما يجري في «بغداد» من الأعمال، ويأخذ الأخبار عن الحوادث التي تقع فيها، فاغتنم فرصة نكبة الخليفة المتقي بالله فحمل بجيشه إلى «واسط» سنة 333ه، فلاقاه توزون والخليفة المستكفي بالله بالعساكر، فرجع أحمد إلى «الأهواز» وظل يترقب الفرص، ولما اشتدت الفتن في «بغداد» وضاقت بها الجبايات على العمال، وخلا بيت المال وامتدت الأيدي إلى أموال الناس، وزاد ظلم الأتراك في «العراق»، وتقاعد الناس عن الأعمال فغلت الأسعار وقطعت الطرق، وأصبحت البلاد العراقية فوضى، واضطرب حبل الأمن، وتولى إمارة الأمراء زيرك بن شيرزاد التركي، وأخذ أهل بغداد بالجلاء عنها، خصوصا التجار خوفا من المصادرات، وضاق الأمر بالناس وسئموا تجبر الأتراك وظلمهم وغدرهم بالخلفاء؛ استغاثوا بأحمد بن بويه سرا، وكتب إليه أحد القواد الأتراك المدعو «ينال كوشه» يطمعه في «العراق» - كتب إليه لبغضه لزيرك بسبب ما كان بينهما من العداوة - فنهض أحمد مغتنما فرصة تلك الفتن المحزنة، وسار بجيوشه الديلم من «الأهواز» مسرعا، فخرج إليه زيرك بمن معه من جيوش الأتراك وقبائل الأكراد الذين جمعهم، فالتقى الفريقان، وبعد معارك هائلة انهزم زيرك بمن معه، وسار قاصدا «الموصل» بعد أن تولى الإمارة ثلاثة أشهر، واختفى الخليفة في داره ب «بغداد» وخاف خوفا شديدا واضطرب الناس.
أما أحمد بن بويه، فإنه قدم كاتبه حسن المهلبي، فلما دخل هذا «بغداد» ظهر الخليفة المستكفي ودعا المهلبي إلى داره وأظهر له السرور والفرح بانتصار أحمد وقدومه.
ثم دخل أحمد «بغداد» في شهر جمادى الأولى سنة 334ه باستقبال عظيم، وذهب إلى دار الخليفة واجتمع به، فولاه الإمارة وحلف له وخلع عليه وألبسه طوقا من الذهب وسوره بسوارين من الذهب، وفوض إليه تدبير المملكة، وعقد له لواء وأمر أن يخطب له على المنابر، ولقبه «معز الدولة»، ولقب أخاه عليا «عماد الدولة»، وأخاه الحسن «ركن الدولة»، وأمر بضرب ألقابهم على الدراهم والدنانير. (2) معز الدولة أحمد بن بويه 334-356ه
لما استتب أمر معز الدولة في «العراق» ورتب شئون البلاد، أقام ببغداد فاستأمن إليه أبو القاسم البريدي من «البصرة»، وكان حاكما عليها وضمن له «واسط» وأعمالها، فعقد له عليها في السنة نفسها (334ه)، وعلى إثر ذلك حجر معز الدولة على الخليفة، وقدر له برسم النفقة كل يوم خمسة آلاف درهم - وهو أول من فعل ذلك من البويهيين، وأول من ملك «بغداد» منهم - وبعد قليل حدثت بينه وبينه الخليفة وحشة، ورآه يسعى في إعادة حقوق الخلافة المغصوبة، فعزم على خلعه، فاجتمع به في قصر الخلافة في محفل حافل، وبينما هم جلوس دخل اثنان من كبار الديلم وتناولا يد الخليفة، فظنهما يريدان تقبيلها، فمدها فجذباه عن سريره ووضعا عمامته في عنقه، وأخذا بخناقه وساقوه ماشيا إلى دار معز الدولة في أسوأ حال، وهناك خلعوه واعتقلوه، وسملوا عينيه، وظل في دار السلطنة معتقلا حتى توفي في سنة 338ه.
অজানা পৃষ্ঠা