لا يرجع ما تولى عنها فادبر ولا يدري ما هو آت منها فينتظر سرورها مشوب بالحزن. وآخر الحياة فيها إلى الضعف
والوهن. فلا يغرنكم كثرة ما يعجبكم منها لقلة ما يصحبكم
منها. رحم الله عبدا تفكر فاعتبر. واعتبر فابصر إدبار
ما قد أدبر. وحضور ما قد حضر. وكأن ما هو كائن من
الدنيا عن قليل لم يكن. وكأن ما هو كائن من الآخرة
لم يزل. وكل ما هو آت قريب
(وقال كرم الله وجهه)
أوصيكم عباد الله بتقوى الله جل وعز. واغتنام ما
استطعتم عملا به من طاعة الله جل وعز. في هذه الأيام الخالية
لجليل ما يشفي عليكم به الفوت بعد الموت. وبالرفض
لهذه الدنيا التاركة لكم وإن لم تكونوا تحبون تركها. والملبية
পৃষ্ঠা ৪৯