بسم الله الرحمن الرحيم يقول السيد الإمام العالم العامل، الفقيه الكامل، العلامة الفاضل، الزاهد العابد، الورع المجاهد، رضي الدين، ركن الاسلام والمسلمين، جمال العارفين، أنموذج سلفه الطاهرين، من شاع ذكره في البلاد، واشتهر فضله بين العباد، سيد السادات وشرفهم، وبحر العلماء ومغترفهم، ذو المناقب الباهرة، والأعراق الطاهرة، والأيادي الظاهرة، أوحد دهره، وفريد عصره، افتخار السادة، عمدة أهل بيت النبوة، مجد آل الرسول، شرف العترة الطاهرة، ذو الحسبين، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس، ضاعف الله سعادته، وشرف خاتمته:
أحمد الله جل جلاله بما وهب لي من القدرة على حمده، واثني عليه جل جلاله على توفيقي لتقديس مجده، وأطوف بلسان حال العقل حول حمى كعبة مراحمه ومكارمه ورفده، واستعطفه ببيان مقال النقل رجاء لتمام رحمته وحلمه عن عبده، واسمع من دواعي النصيحة والاشفاق، ورسل رسائل أهل السباق،
পৃষ্ঠা ৩১
حثا عظيما على التلزم بأطناب (1) سرادقات (2) منشئ الاحياء ومفني الأموات، وواهب الأقوات، ومالك الأوقات، حتى لقد كدت أن أجدني كالمضطر إلى الوقوف بمقدس جنابه، والمحمول على مطايا لطفه وعطفه إلى العكوف على شريف بابه.
وأشهد أن لا إله إلا هو، شهادة تلقاها العقل من مولى رحيم كامل القدرة، وعرف ورودها (3) من جناب رسول كريم قائل: " كل مولود يولد على الفطرة " (4) فجاءت إلينا بخلع الأمان، ومعها لواء الولاية على دوام العناية بدار الرضوان.
ووجدت قلب مملوكه إليها وامقا (5)، ولها عاشقا، ولا يسمح أن يراه واهبها لها مفارقا، فمد يد السؤال إلى مالك الرفد والوعد بالسعد والاقبال، في أن يعينه على عمارة منزل يصلح لجلالها، وتهيئة فراش رحمة يليق بجمالها. فرجعت يدا بنجاز الوعود مملوءة من نفقات عمارة منزل السعود، وعليها فراش نعمة يصلح لاستيطان توحيد مالك الكرم والجود. فعمر لها من شرف بها منزل الاستيطان، وبسط لها ما يختص بها من فراش التعظيم بما وهبه مولاه من الامكان. فأقامت
পৃষ্ঠা ৩২
باذن واهبها قاطنة، واستقرت بقدرة جالبها أقطار أماكنها ساكنة، فتعطرت بارجها (1) شعاب تلك المساكن، واستبشرت بمنهجها الألباب المجاورة للتراب الساكن .
وأشهد أن جدي محمدا صلى الله عليه وآله أعرف محمول إليها ومدلول عليها، وأشرف من خطبته مصوناتها ورغب إليها، وأبصر من اطلع على اسرارها، واجتمع كمال أنواره بجلال أنوارها، وأمضى من سرى في سبيلها، وأحظى من أيقظ العيون من الكرى لدليلها، وبذل للورى خلع تجميلها، وأقوى ماسك بعرى تعظيمها وتبجيلها، واتقى ناسك استقام لحمل الأوامر الإلهية وتفصيلها.
وأشهد أن أنوار معالمه، ومنار مواسمه، لا تقوى على نظرها كنظرة عيون رمدت بالغفلات، ولا تقوم بها كقيامه أقدام قيدت بالجهالات، ولا تمتد إليها أيد غلت بالأطماع، ولا تتحكم فيها قلوب أعلت بداء الدنيا التي هي متاع.
وأن النواب عنه صلوات الله عليه وآله، يجب أن يكونوا على نحو كماله، في لبس خلع كما لها، والنهوض بمعرفة حق جلالها، ودوام الثبوت على هول عصمة طريقه، وقلوبهم مملوءة من ذخائر أنوار وجوب تأييده وتوفيقه.
(وبعد) (2): فاني حيث علمني الله جل جلاله وألهمني تأليف كتاب (فلاح السائل ونجاح المسائل) في عمل اليوم والليلة، من كتاب (مهمات في صلاح المتعبد، وتتمات لمصباح المتهجد) ويكمل مجلدين أكثر من ستين كراسا، وحوى من الاسرار ما يعرفها من نظره استئناسا واقتباسا.
وعملت بعده كتاب (زهرة الربيع في أدعية الأسابيع) ويكمل أكثر من
পৃষ্ঠা ৩৩
ثلاثين كراسا.
ثم كملت بعده كتاب (جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع) وزاد على الثلاثين من الكراريس، ويكمل به عمل الأسبوع على الوجه النفيس.
بقي عمل ما يختص بكل شهر على التكرار، ووجدت في الرواية أن فيه أدعية كالدروع من الاخطار، فشرعت في هذا المراد، بما عودني الله جل جلاله وأرفدني من الانجاد والاسعاد، وسميته: كتاب (الدروع الواقية من الاخطار فيما يعمل مثلها كل شهر على التكرار).
وسوف أذكر تسمية فصول هذا الجزء الخامس من هذا الكتاب جملة قبل التفصيل، ليعلم الناظر فيه مراده منه فيطلبه على الوجه الجميع.
الفصل الأول: فيما يعمل أول ليلة من كل شهر عند رؤية هلاله، ومن صلاة بسورة الانعام في أول ليلة من الشهر يأمن بها المصلي لها من أكدار ذلك الشهر كله. وما يعمله من له عدو عند رؤية الهلال للأمان من عدوه بقدرة الله جل جلاله وفضله.
الفصل الثاني: فيما يؤكل أول الشهر لئلا ترد له حاجة فيه.
الفصل الثالث: فيما نذكره مما يعمل أول كل شهر من صلاة ودعاء وصدقة صادر عن من تدبيره من جملة تدبير الله جل جلاله وفضله، ليسلم العبد بذلك من خطر الشهر كله.
الفصل الرابع: فيما نذكره من صوم داود عليه السلام.
الفصل الخامس: فيما نذكره من صوم جماعة من الأنبياء وأبناء الأنبياء صلوات الله جل جلاله عليهم.
الفصل السادس: فيما نذكره من صيام أول خميس في العشر الأول من
পৃষ্ঠা ৩৪
كل شهر، وأول أربعاء في العشر الثاني منه، وآخر خميس من العشر الأخير منه.
الفصل السابع: فيما نذكره من الرواية في أدب الصائم في هذه الثلاثة الأيام.
الفصل الثامن: فيما نذكره من الرواية في هذه الثلاثة الأيام.
الفصل التاسع: فيما نذكره من الرواية في هذه الثلاثة الأيام من الشهر أربعاء بين خميسين، أو خميسا بين أربعاءين.
الفصل العاشر: فيما نذكره من الرواية في تعيين أول خميس من الشهر، وآخر خميس منه.
الفصل الحادي عشر: فيما نذكره من الرواية بأنه إذا اتفق خميسان في أوله وأربعاء ان في وسطه، أو خميسان في آخره، أن صوم الأول منهما أفضل أو الآخر، وتأويل ذلك.
الفصل الثاني عشر: فيما نذكره مما يعمله من ضعف عن صيام الثلاثة الأيام.
الفصل الثالث عشر: فيما نذكره من الاخبار في أنه يجزئ مد من الطعام عن اليوم.
الفصل الرابع عشر: فيما نذكره من صوم اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر، وهي الأيام البيض.
الفصل الخامس عشر: فيما نذكره من فضل قراءة سورة الأعراف في كل شهر.
الفصل السادس عشر: فيما نذكره من فضل قراءة سورة الأنفال في كل شهر.
পৃষ্ঠা ৩৫
الفصل السابع عشر: فيما نذكره من فضل قراءة [سورتي] الأنفال وبراءة في كل شهر.
الفصل الثامن عشر: فيما نذكره من فضل قراءة سورة يونس عليه السلام في كل شهر .
الفصل التاسع عشر: فيما نذكره من فضل قراءة سورة النحل في كل شهر.
الفصل العشرون: فيما نذكره من زيارة الحسين صلوات الله عليه في كل شهر، وحديث من كان يزوره كل شهر وتأخر عنه فعوتب على تأخره.
الفصل الحادي والعشرون: فيما نذكره من الرواية الثانية (1) في ثلاثين فصلا، لكل يوم فصل منفرد، وهو يقارب الرواية الأولى.
الفصل الثاني والعشرون: في رواية أخرى بتعيين أيام الشهور، وما فيها من وقت السرور والمحذور.
الفصل الثالث والعشرون: فيما نذكره من حديث اليوم الذي ترفع فيه أعمال كل شئ.
أقول: ذكر تفصيل هذه الفصول:
পৃষ্ঠা ৩৬
الفصل الأول:
فيما يعمل أول ليلة من كل شهر عند رؤية هلاله، ومن صلاة بسورة الانعام في أول ليلة من الشهر يأمن بها المصلي لها من أكدار ذلك الشهر كله، وما يعمله من له عدو عند رؤية الهلال للأمان من عدوه بقدرة الله جل جلاله وفضله أقول: أما ما يعمله عند رؤية هلال كل شهر، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله: أنه كان إذا رأى الهلال كبر ثلاثا وهلل ثلاثا، ثم قال: " الحمد لله الذي اذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا ".
وروى: أنه يقرأ عند رؤية الهلال سورة الفاتحة سبع مرات، فإنه من قرأها عند رؤية الهلال عافاه الله من رمد العين في ذلك الشهر.
أقول: ووجدت في رؤية الهلال شيئا لم أظفر باسناده على العادة، نذكره احتياطا للعبادة. وهو ما يفعل عند رؤية الهلال: تكتب على يدك اليسرى بسبابة يمينك: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة إلى آخرهم عليهم السلام، وتكتب: [قل هو الله أحد] إلى آخرها، ثم تقول: اللهم ان الناس إذا نظروا إلى الهلال نظر بعضهم إلى بعض، واني نظرت إلى أسمائك وأسماء نبيك ووليك وأوليائك عليهم السلام والى كتابك، فاعطني كل الذي أحب من الخير، واصرف عني كل الذي أحب أن تصرفه عني من الشر، وزدني من فضلك ما أنت أهله، ولا حول ولا
পৃষ্ঠা ৩৭
قوة الا بالله العلي العظيم (1).
قلت أنا: ان اليد اليسرى محل استعمال النجاسات، وهذه الأسماء من أشرف المسميات، فان أراد الانسان أن يكتبها في رقعة ويجعلها في كفه اليسار عند رؤية الهلال ويقول ما ذكرناه، فعسى يكون أحوط في تعظيم من سميناه.
أقول: وقد روينا في شهر رمضان وغيره أدعية عند رؤية هلاله، وفيها من اللفظ والمعاني ما يقتضي عموم الحاجة إلى الدعاء عند رؤية كل هلال لدفع أخطاره وأهواله، وفتح مساره وإقباله. ولم أقف إلى الآن على دعاء شامل للمعاني التي يحتاج الداعي إليها عند رؤية هلال كل على البيان، وجوزت أن يكون قد روي ذلك ولم أقف عليه، ورأيت أن انشاء الدعوات بمقتضى الحاجات مأذون فيه في الروايات، فأنشأت فيه دعاء لكل شهر لاعمل عليه، ويعمل من يهديه الله جل جلاله إليه، إلى أن أجد ما عساه قد روي في معناه فأعمل بمقتضاه.
وهو هذا الدعاء: اللهم انك جعلت من آياتك الدالة عليك، ومن هباتك لمن تريد هدايته إليك، تدبير كل هالك عند ابتدائه وانتهائه، من اظهار النقصان عليه واقبال التمام إليه، وجعلت ذلك على التدريج الدال على قدرتك وكمال اختيارك، وعلى رحمتك بمبارك وأنوارك.
اللهم وهذا شهر جديد، وما نعلم ما يختص به هلاله السعيد، من خير فنسألك تسهيله والزيادة عليه، أو مكروه فنسألك محوه وتبديله بخير مما نحتاج إليه.
পৃষ্ঠা ৩৮
فنحن قائلون: اللهم هب لنا ما نحتاج إليه في هذا الشهر الجديد من العمر المديد، والعيش الرغيد، ومن التأييد والمزيد، وكل عمل سعيد. وامح كل ما اشتمل عليه من كدر أو ضرر، أو امتحان أو نقصان، أو أذى من قريب أو بعيد أو ضعيف أو شديد.
وألهمنا من حمدك وتقديس مجدك ما يكون مكملا لنا لما أنت أهله من رفدك.
وسيرنا فيه على مطايا السلامة والاستقامة، والأمان من الندامة في الدنيا ويوم القيامة.
واجعل حركاتنا وسكناتنا وإراداتنا وكراهاتنا صادرة عن المعاملة لك بوسائل الا خلاص، وفضائل الاختصاص.
وتفضل علينا بالعفو والعافية في أدياننا وأبداننا ومن يعز علينا، وكل ما أحسنت به إلينا.
واجعل كل ليلة ويوم حضر منه خيرا مما مضى قبله، وضاعف لنا خير ذلك وفضله حتى نكون مجتهدين بالاعمال والأقوال، في زيادات الكمال والاقبال، ومتعوضين من نقصان الاعمار بانقضاء الليل والنهار، بما نظهر به من الاستظهار للمقام تحت التراب والأحجار، ولدفع أهوال يوم الاخطار، ولعمارة دار القرار.
فأدخلنا في شهرنا هذا مدخل صدق، وأقمنا به مقام صدق، وأخرجنا مخرج صدق، واجعل لنا من لدنك سلطانا نصيرا، وزدنا في
পৃষ্ঠা ৩৯
الدنيا انعاما كثيرا، وفي الآخرة نعيما وملكا كبيرا، وابدأ في ذلك بمن تريد تقديمه في الدعاء علينا، وأنزل علينا وكل محسن إلينا رحمتك يا أرحم الراحمين.
وأما الصلاة في أول ليلة من الشهر، فإنني وجدت في بعض الروايات عن مولانا جعفر بن محمد الصادق عليه أفضل الصلوات: ان من صلى أول ليلة من الشهر وقرأ سورة الأنعام في صلاته في ركعتين، ويسأل الله تعالى أن يكفيه كل خوف ووجع امن في بقية ذلك الشهر مما يكرهه (1) بإذن الله تعالى.
أقول: وأما ما يعمله عند وقت رؤية الهلال من يخاف من عدو يؤذيه ببعض الأهوال، فإننا روينا: عن محمد بن قرة - باسناده - قال: روي عن النبي صلوات الله عليه أنه قال: " إذا خفت أحدا فأردت أن تكفى أمره وشره - أو كما قال عليه السلام - فاعتمد ليلة الهلال كأنك تومئ إليه بالخطاب وقل: [أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها اعصار فيه نار فاحترقت] (2) فاحترقت (ثلاثا)، وتومئ بهذه الكلمة نحو دار الرجل الذي تخافه (وتقول): اللهم (1) طمه بالبلاء طما، وعمه بالبلاء عما، وارمه بحجارة من سجيل، وطيرك الأبابيل، يا علي يا عظيم.
ثم تقول مثل ذلك في الليلة الثانية من الشهر والليلة الثالثة، فان نجع وبلغ ما تريده في الشهر الأول، والا فعلت مثل ذلك في الشهر الثاني، تلتمس
পৃষ্ঠা ৪০
الهلال في الليلة الأولى وتقول مثل ما تقدم ذكره، والثانية والثالثة، فان نجع والا بمثل ذلك في الشهر الثالث، ولن تحتاج إليه بإذن الله " (1).
পৃষ্ঠা ৪১
الفصل الثاني:
فيما يؤكل أول الشهر لئلا ترد له حاجة.
روينا ذلك باسنادنا إلى هارون بن موسى التلعكبري رضوان الله عليه قال: حدثنا محمد بن همام بن سهيل قال: حدثنا أبو الخير محمد بن يحيى الفارسي قال: حدثنا أبو حنيفة محمد بن يحيى الطبري، عن الوليد بن أبان الرازي، عن محمد بن سماعة، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: " نعم اللقمة الجبن، تعذب الفم وتطيب النكهة وتهضم ما قبله وتشهي الطعام، ومن يعتمد أكله رأس الشهر أوشك أن لا ترد (له) (1) حاجة " (2).
أقول: فإياك أن تستبعد مثل هذه الآثار، وقد رواها هارون بن موسى وهو من الأخيار، وكم لله جل جلاله في بلاده وعباده من الاسرار، ما لم يطلع عليه الا من شاء من رسله وخواصه الأطهار. فيجب التسليم والرضا والقبول، ممن شهدت بوجوب تصديقه العقول.
পৃষ্ঠা ৪২
الفصل الثالث:
فيما نذكره مما يعمل أول كل شهر من صلاة ودعاء وصدقة صادرة عن من تدبيره من جملة تدبير الله جل جلاله وفضله، ليسلم العبد بذلك من خطر الشهر كله.
روينا باسنادنا إلى محمد بن الحسن بن الوليد القمي رضي الله عنه قال:
حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري قال: حدثنا محمد بن حسان، عن الوشا - يعني الحسن بن علي بن الياس الخزاز - قال: كان أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام إذا دخل شهر جديد يصلي أول يوم منه ركعتين، يقرأ في أول ركعة [قل هو الله أحد] ثلاثين مرة بعدد أيام الشهر، وفي الركعة الثانية [انا أنزلناه في ليلة القدر] مثل ذلك، ويتصدق بما يتسهل، فيشتري به سلامة ذلك الشهر كله (1).
ووجدت هذا الحديث مرويا أيضا عن مولانا جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام.
أقول: ورأيت في غير هذه الرواية زيادة: فقال: " ويستحب إذا فرغت من هذه الصلاة أن تقول: بسم الله الرحمن الرحيم [وما من دابة في الأرض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب
পৃষ্ঠা ৪৩
مبين] (1) [وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير] (2).
بسم الله الرحمن الرحيم [سيجعل الله بعد عسر يسرا] (3) [ما شاء الله لا قوة الا بالله] (4) [حسبنا الله ونعم الوكيل] (5) [وأفوض أمري إلى الله ان الله بصير بالعباد] (6) [لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين] (7) [رب اني لما أنزلت إلي من خير فقير] (8) [رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين] (9) " (10).
يقول السيد الإمام، العالم العامل، الفقيه الكامل، العلامة الفاضل، الزاهد العابد، البارع الورع، رضي الدين، ركن الاسلام، جمال العارفين، أفضل السادة، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس كبت الله أعداءه: قد عرفت أن العترة من ذرية النبي صلوات اله عليه وآله الذين كانوا قائمين مقامه في فعاله ومقاله، قالوا: " ان ما نرويه فإنه عنه، ومأخوذ منه " فهم قدوة لمن اقتدى بفعلهم وقولهم، وهداة لمن عرف شرف محلهم، فاقتد في
পৃষ্ঠা ৪৪
السلامة من خطر كل شهر كما (1) أشار إليه مولانا محمد بن علي الجواد صلوات الله عليه.
أقول: (وينبغي أن تذكر) (2) عند صدقتك أن هذه الصدقة التي في يديك لله جل جلاله، ومن احسانه إليك، والذي تشتريه من السلامة هو أيضا من ذخائره التي يملكها هو جل جلاله، وتريد أنت منه جل جلاله أن ينعم بها عليك، وأنت ملكه على اليقين لا تشك في ذلك أن كنت من العارفين، فاحضر بقلبك عند صلاتك وصدقتك هذه أنك تشتري ما يملكه الله جل جلاله لمن يملكه الله جل جلاله، فالمشتري - وهو أنت، كما قلناه - ملكه، والذي تشتري به السلامة - وهو الصدقة - ملكه، وأن السلامة التي تشتريها ملكه، فاحذر أن تغفل عما أشرنا إليه، فقد كررناه ليكون على خاطرك الاعتماد عليه.
أقول: فإذا أديت الأمانة في صلاتك وصدقتك، وخلصت نيتك في معاملتك لله جل جلاله ومراقبتك، فكن واثقا بالسلامة من أخطار شهرك، ومصدقا في ذلك ولاة أمرك، وحسن الظن بالله جل جلاله في صيانتك ونصرك.
أقول: ومما ينبغي أن تعرفه من سبيل أهل التوفيق وتعلمه فهو أبلغ في الظفر بالسلامة على التحقيق، وذلك أن تبدأ في قلبك عند صلاة الركعتين وعند الصدقة والدعاء بتقديم ذكر سلامة من يجب الاهتمام بسلامته قبل سلامتك، وهو الذي تعتقد أنه إمامك وسبب سعادتك في دنياك وآخرتك.
واعلم أنه صلوات الله عليه غير محتاج إلى توصلك بصلاتك وصدقتك ودعائك في سلامته من شهره، لكن إذا نصرته جازاك الله جل جلاله بنصره،
পৃষ্ঠা ৪৫
وجعلك في حصن حريز، قال الله جل جلاله [ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز] (1).
ولان من كمال الوفاء لنائب خاتم الأنبياء، أن تقدمه قبل نفسك في كل خير تقدر عليه، ودفع كل محذور أن يصل إليه، وكذا عادة كل انسان مع من هو أعز من نفسه عليه.
ولأنك إذا استفتحت أبواب القبول، بطاعة الله جل جلاله والرسول، يرجى أن تفتح الأبواب لأجلهم، فتدخل أنت نفسك في ضيافة الدخول تحت ظلهم، وعلى موائد فضلهم.
يقول السيد الإمام، العالم العامل، الفقيه الكامل، العلامة الفاضل، الزاهد العابد الورع، رضي الدين، ركن الاسلام، جمال العارفين، أفضل السادة، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس كبت الله أعداءه: وقد روينا أن صلاة أول كل شهر ركعتان، يقرأ في الأولى [الحمد] و [قل هو الله أحد] مرة، وفي الثانية [الحمد] و [انا أنزلناه] مرة. ولعل هذه الرواية الخفيفة مختصة بمن يكون وقته ضيقا عن قراءة ثلاثين مرة في كل ركعة، أما على طريق سفر أو لأجل مرض أو غير ذلك من الاعذار.
أقول: ووجدت جماعة من العجم يعملون على أن الاختيار في أيام الشهور على شهور الفرس دون الشهور العربية، وما كان الامر كما عملوا به، لأمور:
منها: أننا ومن رأيناه منهم يصلي صلاة أول كل شهر للحفظ من أكداره يصلي على شهور العرب.
পৃষ্ঠা ৪৬
ومنها: أن الصدقة في أول كل شهر للسلامة من أخطاره على شهور العرب.
ومنها: أن من وجدته يصلي صلاة أول ليلة من كل شهر للسلامة من مضاره رأيته يصليها في أول ليلة من شهور العرب.
ومنها: أن أول السنة باجماع المسلمين اما الشهر المحرم أو شهر رمضان، وكلاهما من شهور العرب.
ومنها: أن خطاب الشريعة المحمدية يحمل على لسانه العربي الذي جاء به شريف القرآن الإلهي.
ومنها: أنني اعتبرت الوعود والوعيد المتضمن لأيام الشهور فوجدت كثيرا منها موجودا في شهور العرب.
ومنها: ما يحصن من محذورات الأيام التي تكره فيها الحركات غير ما قدمناه من الصلوات والصدقات.
حدث أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام السر مرائي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي المنصوري قال: حدثنا أبو السري سهل بن يعقوب بن إسحاق الملقب بأبي نواس مؤذن المسجد المعلق بصف شنيف. قال أبو الحسن: وكان يلقب بأبي نواس، لأنه كان يطيب ويكثر المزاح ويظهر التشيع على طريق الطيبة والتخالع ويسلم عند مخالفيه، وكان مولانا الإمام علي بن محمد صلوات الله عليه يقول له: " أنت أبو نواس الحق وذاك أبو نواس الغي والباطل " (1) وكان يخدم سيد الأنام عليه السلام.
পৃষ্ঠা ৪৭
قال: فقلت له ذات يوم: يا سيدي عندي اختيارات الأيام عن مولانا الصادق عليه السلام، حدثني به الحسن بن عبد الله بن مطهر، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن سيدنا الصادق عليه السلام. وعرضته عليه وصححته بتصحيحه له فقلت: يا سيدي في هذه الأيام أيام منحوسة تقطع عن الحوائج، فإذا دعتني ضرورة إلى السعي فيها لحاجة لا يمكنني تركها، فعلمني ما احترز به منها لا سعى في جميعها في حوائجي.
فقال: " يا سهل، ان لشيعتنا بولايتنا عصمة، لو سلكوا بها لجج البحار الغامرة وسباسب (1) البيداء الغابرة، بين سباع وذئاب وأعادي الجن والإنس، أمنوا من مخاوفهم بنا وبولايتنا، فثق بالله تعالى، وأخلص الولاء لائمتك الطيبين الطاهرين، وتوجه حيث شئت. يا سهل إذا أصبحت وقلت ثلاثا: أصبحت اللهم معتصما بذمامك وجوارك المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول، من شر كل طارق وغاشم من سائر من خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق، في جنة من كل مخوف، بلباس سائغة حصينة، وهي ولاء أهل نبيك، محتجزا من كل قاصد لي إلى أذية بجدار حصين: الاخلاص في الاعتراف بحقهم، والتمسك بحبلهم جميعا، موقنا ان الحق لهم ومعهم ومنهم وفيهم وبهم، أوالي من والوا، وأعادي من عادوا، وأجانب من جانبوا، فأعذني اللهم بهم من شر كل ما أتقيه، إنا [جعلنا من بين أيديهم
পৃষ্ঠা ৪৮
سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون] (1) وقلتها عند المساء ثلاثا امنت مخاوفك.
وإذا أردت التوجه في يوم نحس وخفت ما فيه، تقدم قراءة (الحمد) و (المعوذتين) و (آية الكرسي) وسورة (القدر) وآخر (آل عمران) وقل: اللهم بك يصول الصائل، وبك يطول الطائل، ولا حول لكل ذي حول الا بك، ولا قوة يمتارها ذو قوة الا منك، أسألك بصفوتك من خلقك، وخيرتك من بريتك، محمد نبيك وعترته وسلالته عليه وعليهم السلام، صل عليهم، واكفني شر هذا اليوم وضره، وارزقني خيره ويمنه، واقض لي في منصرفاتي بحسن العاقبة، وبلوغ المحبة، والظفر بالأمنية، وكفاية الطاغية الغوية، وكل ذي قدرة لي على أذية، حتى أكون في جنة وعصمة، من كل بلاء ونقمة، وأبدلني من المخاوف فيه أمنا، ومن العوائق فيه يسرا، حتى لا يصدني صاد عن المراد، ولا يحل بي طارق من أذى العباد، انك على كل شئ قدير، والأمور إليك تصير، يا من ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " (2).
أقول: وقد كنا ذكرنا هذا الحديث في تعقيب صلاة الصبح في الجزء الثاني من كتاب المهمات، وإنما ذكرناه ههنا لتباعد ما بينهما، ولان هذا المكان لعله أحق بذكره فيه.
পৃষ্ঠা ৪৯
أقول: وسوف نذكر بعد تعريف ما في الشهر من متكرر الصيام، ما نرويه عن مولانا الصادق عليه أفضل السلام، من دعاء لكل يوم من الشهر على التفصيل، وتعمل عليه، فإنها احراز واقية، من خطر يسير أو جليل.
পৃষ্ঠা ৫০