الطاعنين والملحدين، إلى أن ورد على كتاب لبعض المعتنين من جلة المشارقة نفعه الله سماه بكتاب «درة التنزيل وغرة التأويل»، قرع به مغلق هذا الباب، وأتى في هذا المقصد بصفو من التوجيهات لباب، وعرف أنه باب لم يوجف
عليه (٢٣) أحد قبله بخيل ولا ركاب، ولا نطق ناطق قبل فيه بحرف مما فيه. وصدق ﵀،
٢١
وأحسن فيما سلك وسن، وحق لنا به-لإحسان- أن نفتدي ونستن ...» (٢٤) .
ولقد من الله على الخطيب بالعلم الواسع، حتى نال إعجاب العلماء المعاصرين له، كالصاحب ابن عباد (ت ٣٨٥ هـ) حيث أشاد بمكانته العلمية عند ما قال- كما روى ياقوت الحموي (٢٥):
«قال ابن عباد: فاز بالعلم من أهل أصبهان ثلاثة: حائك، وحلاج، وإسكاف. فالحائك: أبو علي
المرزوقي، والحلاج: أبو منصور ابن ماشدة، والإسكاف: أبو بعد الله الخطيب» .
ونقل ياقوت قول ابن عباد في ترجمة أبي علي المرزوقي (ت ٤٢١ هـ) أيضا، حيث «قال الصاحب بن عباد: فاز بالعلم من أصبهان ثلاثة: حائك، وحلاج، وإسكاف، فالحائك هو المرزوقي، والحلاج أبو منصور ابن ماشدة، والإسكاف أبو عبد الله الخطيب بالري، صاحب التصانيف في اللغة» (٢٦) .
1 / 35