ولم يعذرهم النبي صلى الله عليه وسلم في الاخذ باطلاق قوله "اسمعوا له وأطيعوا" لما دلت الادلة على ان الطاعة انما تكون فيما وافق الحق ولا طاعة في المعصية مع انهم قد لا يكونون ممن سمع تلك الادلة فان الممتنعين من الدخول فيها لم يأخذوا الا بانهم انما أسلموا ليسلموا من النار فكيف يومرون بالدخول فيها فقيدوا اطلاق الامر بالسمع والطاعة بدليل قياسي ومع عدم علمهم بتلك الادلة لم يعذرهم النبي صلى الله عليه وسلم بل حكم باستمرارهم بالنار لو دخلوها لتقصيرهم في البحث عن الادلة في محل الاشكال فمن لم يعرف الكتاب والسنة وأقوال الائمة لم يكن له ان يقف عند دليل يسمعه من غير امام يرشده وقد نقل عن جماعة من الائمة انه ليس في القرآن عموم الا وقد دخله التخصيص الا قوله تعالى "والله بكل شيء عليم" وقوله تعالى "كل شيء هالك الا وجهه" اذا اريد بالوجه الذات والصفات المقدسة حتى قالوا في قوله " خالق كل شيء" ليس محمولا على عمومه بل هو مخصوص فان الله سبحانه شيء وليس مخلوقا تعالى عن ذلك ، وفي هذا ومثله كلام لا يليق بهذا الموضع فعلمنا من ذلك ان قوله تعالى " ولكن يواخذكم بما عقدتم الايمان الآية وقوله "قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم" لا يعمل بعمومه حتى ننظر فيما يخصصه أو يعارضه من كتاب أو سنة فاذا تحقق المراد منه وأي مخرج خرج تبين ما فيه من الدليل أو عدمه، ولكن هذا
পৃষ্ঠা ২৫