عهدي ببؤس رباك وهو نعيم ... أيام أنت على الحسان كريم
أيام فيك من الكواعب جنة ... معشوقة ومن الوشاة جحيم
يقول فيها:
وأهاجني برق يشوق إلى الحمى ... قلب المشوق فلا يزال يهيم
حسنت به الدنيا فكل قرارة ... روض وكل صبا يهب نسيم
تلك الرياض المحييات نفوسنا ... أنفاسها لا الشيح والقيصوم
سقيا لأيام الربيع وحسنها ... لو أن ذاك الحسن كان يدوم
طابت حدائقها ورقن كأنها ... جودي النثير ولفظي المنظوم
وأنا الذي حازت مناسبه العلى ... وأناف منها محدث وقديم
شرفي سماءٌ للسماء منيفةٌ ... وخلائقي فوق النجوم نجوم
ما دمت فالفخر المؤثل دائمٌ ... فإذا عدمت فإنه معدوم
وقوله:
بروحي وعهد الصبا في ذرود ... بكل مهاة من العين رود
إذ الدار تجمع شمل السرور ... والدهر يطلع نجم السعود
وإذ موردي من رضاب الثغور ... وإذ مرتعي من ثمار النهود
وقوله:
فقام يمشي الهوينا من روادفه ... وقد تحملت [منه] فوق ما حملا
ومن شعره:
تحنو علي المكرمات نوازعًا ... فكأنني للمكرمات حميم
واصلتهن كأنهن حبائب ... وحميتهن كأنهن حريم
ومنه قوله:
ما إن سمعت ولا رأيت بمثلها ... نار على أيدي السقاة تدار
وجلوتها غلس الظلام فراعني ... أن قام في غلس الظلام نهار
ومنه قوله:
يا قاتلي ... صبرًا
بطرف فاتر
ومعذبي
وجدًا
بخذ ناضر
ما زال دمعي يألف ناظري ... حتى حسبت الدمع بعض الناظر
ومنه قوله:
كفى حزنًا على البلوى مقامي ... أخص عداك دونك بالسلام
فجد بالنوم إذ منعوك مني لعلي ... أن أزورك في المنام
رجوت بمقلتيك شفاء دائي ... وهل يشفي السقام من السقام
وما أبقى الحمام علي عطفًا ... ولكني خفيت عن الحمام
٤٢- الوزير أبو محمد عبد الله بن عبد الله الهاشمي
من شعره:
وأغيدٍ لم يزل كريما ... من جيده قد أراك ريما
يريك من قربه نعيما ... يبرك تحقر النعيما
عيناه عونٌ على البلايا ... كلامه يبرئ الكلوما
فحاذر الطرف منه كيلا ... تظل من سقمه سقيما
سليم لحظ سليم لفظٍ ... يا من رأى سالمًا سليما
٤٣- أبو عبد الله العروضي
أحد العلماء الرواة، الحفاظ الثقات، العالمين بجميع التواريخ والأخبار، وملح الآداب والأشعار.
كان يسامر الملوك والأمراء، وينادم السادات والوزراء، عالم بالغناء أربى فيه على المتقدمين، وعلمه بالعروض والقوافي والأوزان كعلم الخليل. وله شعر، منه:
جريح قلب قريح أجفان ... دموعه والبحار سيان
يهجر من ليس هاجرًا أبدًا ... مغرى بما ساءني وهجراني
وسنان طرفٍ يبيت في دعةٍ ... وليس طرفي عنه بوسنان
كأن أجفان عينه حلفت ... ألا تذوق الرقاد أجفاني
ومنه:
لما نظرن إلي من حدق المها ... وبسمن عن متفتح النوار
وحللن أطراف الخمار مجانةً ... عن جنح ليل فاحم ونهار
وشددن بين قضيب بانٍ ناعمٍ ... وكثيب رمل عقدة الزنار
عفرت وجهي في الثرى لك ساجدًا ... وعزمت فيك على دخول النار
٤٤- أبو المصيب عبد الله بن أبي مالك القيسي
أحد رجال اللغة [و] العربية، المطابيع في أجناس القريض، العالمين بالأوزان والأعاريض، وله في ذلك تأليف يدل على علمه، وجودة اختياره وفهمه. ومن شعره:
غلط الذي سمى الحجارة جوهرًا ... إن الكريم أحق باسم الجوهر
إن الجواهر قد علمت صوامتٌ ... والمرء جوهره جميل المحضر
وقوله:
أنا المرء صارمه لحظه ... وميزانه للورى لفظه
إذا المرء قابلني بالجميل ... يوفر من مدحي حظه
وعظت أناسًا وكم واعظٍ ... لهم لم يؤدبهم وعظه
فلما تولوا فلاقيتهم ... بقولٍ ينهنههم فظه
صحبتهم فحفظت الجميل ... وما كان يألفني حفظه
٤٥- أبو محمد عبد الله بن مخلوف الفأفأ
له:
يا من أقل فؤادي ... ولحظ عيني عله
1 / 10