আল-দুররুল মুনতাখাব ফি তাকমিলাতু তা'রীখ হালাব
الدر المنتخب في تكملة تأريخ حلب
জনগুলি
وعرفناهم أنه ما كل بيضاء شحمة ولا كل سوداء فحمة ولا كل حمراء جمرة وبرزنا إليهم نشقى بهم لشقاقهم وسددنا عليهم أنفاق نفاقهم وأنهضنا لهم همة الهمم وحملنا عليهم ظلة من غيم الغم وقصدناهم في وقت تجمعت فيه أشتات الشتاء ولبت الأندية فيه ندى الأنداء في طرق خفية المدارج أبية المخارج ملتبسة المسالك ممتنعة على السالك صيفها شتاء وصباحها مساء شائبة المفارق بالثلوج منهلة المدامع من عيون الجبال على المروج مزررة الجيوب على أكمام الغمام التي ما للأمتها من فروج ولم تزل أقران الزحف في غدران الرعف ترميهم بالقوارص وتأتيهم من البأس ما ترعد منه الفرائص وتقلب لهم ظهر المجن وتطرق أفنيتهم من الحرب بكل فن وتقرب الأسواء من الأسوار وتمزج لهم الأدواء في الأدوار وتبعث إليهم السهام رسل المنايا وتحذرهم أن يغتروا بما يسمعونه من حنين الحنايا وتجمع لهم بين وزيارات الزيارات وترميهم من قساوة القسي ما يشغلهم عن نوب النوب المدارات وتسلك منهم من المضايقة كل مسلك وتجلو عليهم صور المنازلة فتخرج منهم من مطلب وتدخلهم في مهلك إلى أن وهى سلكها ودنا هلكها وسفل منها ما علا ورخص منها ما غلا وفتحناها وأبحناها وخليناها وقد أحليناها مقفرة المغاني خالية الألفاظ من المعاني خاوية على عروشها موحشة من أنيسها آنسة بوحوشها وقد أمست كالذي يتخبطه الشيطان من المس وأصبحت حصيدا كأن لم تغن بالأمس وأما من بقي من العدو بالساحل فقد تركناهم مسلوبين المزايا مشغولين بالرزايا أذلهم عدم النصير وأضارهم الخوف شر مصير وتبدلوا بليل الهم الطويل عن يوم اللهو القصير
পৃষ্ঠা ২৬৪