على أن اللام تتعلق في هذا النوع بمحذوفٍ لا بنفسِ المصدرِ أنهم لم يُعْمِلوا المصدرِ المتعدي في المجرورِ باللام فينصبوه فيقولوا: / سُقيًا زيدًا ولا رَعْيًا عمرًا، فدلَّ على أنه ليس معمولًا للمصدرِ، ولذلكَ غَلِظَ مَنْ جعلَ قولَه تعالى: ﴿والذين كَفَرُواْ فَتَعْسًا لَّهُمْ﴾ [محمد: ٨] من باب الاشتغالِ لأنَّ «لهم» لم يتعلَّق بِتَعْسًا كما مَرَّ. ويحتمل أن يقال: إنَّ اللام في «سُقيًا لك» ونحوِه مقويةٌ لتعدية العاملِ لكونِه فَرْعًا فيكونُ عاملًا فيما بعدَه.
وقُرئ أيضًا بكسرِ الدال، ووجهُه أنها حركةُ إتباعٍ لكسرةِ لامِ الجر بعدها، وهي لغة تميم وبعض غطفان، يُتْبِعُون الأول للثاني للتجانس، ومنه: «اضربِ الساقَيْنُ أُمُّك هابِلُ»، بضم نون التثنية لأجل ضمِّ الهمزة. ومثله:
٣٨ - وَيْلِمِّها في هواءِ الجَوِّ طالبةً ... ولا كهذا الذي في الأرض مطلوبٌ
الأصل: ويلٌ لأُِمها، فَحَذَفَ اللامَ الأولى، واستثقل ضمَّ الهمزةِ بعد الكسرة، فَنَقَلها إلى اللام بعد سَلْب حركتها، وحَذَفَ الهمزةَ، ثم أَتْبع اللامَ الميمَ، فصار اللفظ: وَيْلِمِّها، ومنهم مَنْ لا يُتبع، فيقول: وَيْلُمِّها بضم اللام، قال: