120

দুরর মনজুম

الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم

ومنهم من قال: الفضل، والعفة، والصلاح في الدين، والأفضل الأكمل في ذلك، قال: وهذا المعنى يرجع إلى الورع فلا يعد شرطا زائدا عليه، قال: والأصح أن يقال: إن المراد بالفضل أن يكون له من المحافظة على الطاعات والتجنب للمكروهات ما يعتاده كثير من الصالحين، ويكون بينه وبين القبح حاجز، وبينه وبين الإخلال بالواجبات ليحترز في ذلك عن الإقدام والترك، قال: وهذه سنة لكثير من الصالحين، وفي الحديث النبوي: «لكل ملك حمى وإن حمى الله تعالى محارمه، وإنه من دار حول الحمى يوشك أن يقع فيه» (1).

قال: ويعبر عن الفضل باستحقاق الثواب، والأفضل الأبلغ في ذلك وليس بمراد هنا، إذ لا طريق إليه إلا الوحي، والله أعلم.

قلت: والذي يلوح لي ويقوى عند التأمل أن المقصود بالفضل الزيادة في خصال الخير، وإحراز الفضائل، وأن الأفضل من كان أدخل في تحصيل الشروط، وهي فيه أوفر وأظهر، ففي العلم بأن يكون أعلم من غيره محرزا من العلم فوق ما يشترط في الإجتهاد، وفي الورع أن يكون شديدا في المبالغة فيه، بحيث يكون يترك بينه وبين المحرمات أشياء ليست بمحرمة بعدا منها وأخذا في التحرز عنها.

وفي الشجاعة أن يكون له من الإقدام وحسن التلاقي(2) في الحروب ما يزيد على ذلك القدر المعتبر.

وفي السخاء كذلك، وفي التدبير كذلك، بحيث يكون له من الألمعية والفراسة وحسن السياسة فوق ما سبق اشتراطه واعتباره، اه.

وفي سلامة الحواس والأطراف وصحتها وحدتها وقوتها وبسطة الجسم ما يزيد على ما لا بد منه، وكالتدبير في البلاغة والبيان، والنظم والنثر، والخطابة والكتابة، وحلاوة اللسان، ومكارم الأخلاق كالبشر، وترك الكبر، وشدة التواضع، وإنصاف الأتقياء، وشدة الشكيمة على الأشقياء، ونحو ذلك.

পৃষ্ঠা ১২৫