العذار، وتصامم عن كلام العاذلين، وكان يعاملها معاملة زوجة فلا يستحي في هواها ولا يخشى لوم لائم ولولا أسباب سياسة مهمة جدا لطلق زوجته البرتوغالية، واتخذها له زوجة بدلا منها، غير أن "ألينورا" لم تكن دون الملكة إلا في اللقب فقط واستمرت ٢٠ سنة مالكة قلب "ألفونس" وولد لها منه توأمان أحدهما "هنري روترتستامار" الذي جلس على تخت الملك والآخر "فرديريك" رئيس "كافليريه مار يوحنا" ولما توفي الملك سنة ١٣٥٠ م أرادات الملكة أن تنتقم من عشيقته فألقت عليها القبض في "إشبيلية" سنة ١٣٥١ م، ولم يتمكن ولداها من إنقاذها مع أنهما بذلا في ذلك السبيل ما في وسعهما فقتلت خنقا في قصر الملكة على مرأى منها ومن ولدها "بطرس" الملقب بالعاس.
ألينورا زوجة دون جوان دواكنبها
كانت بديعة الجمال وكان زوجها غنيا إلا أنه كان دونها في الشرف وأكبر منها سنا، سار بها إلى بلاط "ليسبون"، ولما رآها "فردينندو الأول" أسره حسنها ودلالها وحرمه حبها لذيذ المنام، فأخذ يلاطفها ويغازلها ويؤلنسها، وطلب إليها أن تكون له عشيقة فأبت، فحمل زوجها على أن يطلقها واتخذها له زوجة بعد أن قطع ما كان بينه وبين بنت ملك "قسطيلة" من العلائق، فنشأ عن ذلك ثورة في "ليسبون"، ولكنها أخمدت في الحال، وجعلت "ألينورا" ملكة سنة ١٣٧١ م.
وكانت على جانب عظيم من الكبرياء والطمع فوجهت إلى ذوي قرابتها أسمى المناصب وخشيت أن يقع بينها وبين أختها زوجة "ألانفنك دون جوان" منازعة على تخت الملك فحملت "دون جوان" المذكور على قتلها وقتلت أيضا باقي أعدائها وغمرت المتحزبين لها بالعطايا والأموال، ثم جعلت "الدون جوان أنديرو" من أعيان "قسطيلة" رئيسا للوزارة ووجهت إليه لقب كونت "أورين" وذلك لأنها كانت تحبه أكثر من زوجها وجعلها "فيردنند" قبل وفاته وكيلة للملكفأشركت حبيبها المذكور في غدارة المملكة إلا أن الوقت لم يصف لهما لأن ال "دون جوان" أراد أن ينزع الوكالة من يدها فدخل قصرها وقتل "أنديرو" في حضنها سنة ١٣٨٣ م، وتفاقم غيظ الشعب من سلوكها فخافت على نفسها وخرجت من "ليسبون" ولم تزل سائرة إلى أن وصلت إلى "شنترين" فاستطعت صهرها "فردينندو" ملك "قسطيله" وتخلت له عن الملك وكانت تؤمل أن يأخذ بثأرها من سكان "لبستون" فإنها كانت تبغضهم جدا إلا أنه هو أيضا خشي عواقب خبثها وطمعها فحبسها في دير "تورديز بلاس" قرب بلاد الوليد فتوفيت فيه سنة ١٤٠٥ م بعد أن مزق الحزن فؤادها.
أمستريس زوجة دارا ملك فارس
اشتهرت بشدة انتقامها من امرأة شقيق زوجها "أردانيت" وكان زوجها قد عشقها وكان من عادة ملوك فارس أن يمنحوا زوجاتهم في بعض الاحتفالات أي شيء طلبنه فانتهزت " امستريس" تلك الفرصة وطلبت أن تدفع إليها "أردانيت" فأجابها إلى ذلك فقطعت أنفها وأذنيها وحاجبيها ولسانها، وثدييها وطرحت شلوها للكلاب فتحرك الغيظ في قلب زوجها "ماسستس" وعزم على أن يأخذ بثأرها فلم تمهله "أمستريس" بل أنفذت إليه من قتله ولكي تؤدي للآلهة شكرها على ما أولتها من نجاح مقاصدها الفظيعة قربت لها ١٤ شابا من أشراف فارس أمرت بإحراقهم أحياء. انظر إلى هذه العظمة والكبرياء التي كانت أول خراب ملك "دارا" حتى صار كما اراناه التاريخ.
أمستريس ابنة أخي داريوس
وامرأة "ديوينسيوس" طاغية هرقلية النبطش يظن أنها أسست مدينة "أمستريس" المسماة الآن أمصترا
1 / 52