152

Duroos by Sheikh Ali Bin Umar Badahdah

دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح

জনগুলি

الولاية في الإسلام لا تعطى لمن يطلبها
وهنا -أيضًا- رسائل أخرى تبين لنا عظمة ديننا من جهة، وتبين لنا ما ينبغي أن نكون عليه من جهة أخرى، وهي أن الولاية في الإسلام -كما هو معلوم- لا تعطى لمن يطلبها، ولا ينبغي أن يستشرف لها من ليس أهلًا لها؛ فإن النبي ﷺ قد قال بصريح حديثه: (إنا لا نعطي هذا الأمر من سأله) وقد قال ﵊ في حديث أبي ذر المشهور: (يا أبا ذر! إنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها).
فليست المسألة أن نسارع إلى أمر نظنه هينًا، إنها أمانة عظيمة، ومسئولية جسيمة ومهمة دقيقة، ومن أخلص فيها كانت له عبادة جليلة، ومن فرط فيها وأساء وأفسد ربما كانت له سمة ذميمة وإثمًا عظيمًا، نسأل الله ﷿ السلامة.
ومن هنا نجد التوجيهات النبوية في هذا الشأن وهي تدلنا على أمور كثيرة مهمة، منها: ما الذي ينبغي لمن يقوم بمهمة أو يتولى مسئولية؟ يقول المصطفى ﷺ: (اللهم! من ولي من أمر المسلمين شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر المسلمين شيئًا فرفق بهم فارفق به) وهذا يدلنا على الواجب المطلوب لكل مسئول من أعلى مسئول إلى أدنى مسئول، وأنه إنما هو أجير وخادم للناس وراع لمصالحهم، وفي الحديث: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، وجاء -أيضًا- أن النبي ﷺ قال: (من ولي من أمر المسلمين شيئًا فاستعمل عليهم رجلًا وهو يعلم أن في المسلمين من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين) رواه الحاكم في مستدركه وصححه، وسكت عنه الذهبي.
إذًا فالمسألة دين وأمانة، نسأل الله ﷿ أن يعيننا في كل أمورنا أن نقصد وجه الله وأن نتابع شرع الله، وأن نقتفي هدي رسول الله ﷺ، وأن نجتهد في إصابة الحق، وأن نتناصح به وبالصبر.

11 / 11