233

দুরার

الدرر في اختصار المغازي والسير

তদারক

الدكتور شوقي ضيف

প্রকাশক

دار المعارف

সংস্করণের সংখ্যা

الثانية

প্রকাশনার বছর

١٤٠٣ هـ

প্রকাশনার স্থান

القاهرة

فَلَمَّا نَهَضَ رَسُول اللَّه ﷺ تخلف عَبْد الله بْن سلول فِيمَن تخلف من الْمُنَافِقين وَأهل الريب، وَكَانُوا نيفا وَثَمَانِينَ رجلا، خَلَّفَهُمْ سُوءُ نياتهم ونفاقهم.
وتخلف فِي هَذِه الْغُزَاة من صالحي الْمُسلمين ثَلَاثَة١ رجال، وهم: كَعْب بْن مَالك الشَّاعِر من بني سَلمَة، ومرارة بْن ربيعَة وَيُقَال ابْن الرّبيع عَمْرو بْن عَوْف، وهلال بْن أُميَّة الوَاقِفِي. فافتقدهم رَسُول اللَّه ﷺ بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ، فَقيل لَهُ: تخلفوا. فَعجب من ذَلِك، وَعز عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ يعرف إِيمَانهم وفضلهم.
ونهض ﷺ، فخطر٢ على حجر ثَمُود٣، فَأمر أَصْحَابه أَن لَا يتوضئوا من بِئْر ثَمُود، وَلَا يعجنوا خبْزًا بِمَائِهَا، وَلَا يستعملوا شَيْئا مِنْهُ، فَقيل لَهُ: بِأَن قوما عجنوا مِنْهُ، فَأمر بالعجين، فَطرح لِلْإِبِلِ علفا. وَأمرهمْ أَن لَا يستعملوا مَاء بِئْر النَّاقة فِي كل مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ. وَأمر أَصْحَابه ﵇ بِأَن لَا يدخلُوا بيُوت ثَمُود، وَقَالَ: "لَا تدْخلُوا [بيُوت] ٤ هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبين إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ [خشيَة] أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم". ونهاهم أَن يخرج أحدهم مُنْفَردا، فَخرج رجلَانِ من بني سَاعِدَة، كل وَاحِد مِنْهُمَا مُنْفَرد عَن صَاحبه، أَحدهمَا يُرِيد الْغَائِط، فَخُنِقَ فَأُخْبِرَ النَّبِي ﵇، فَدَعَا لَهُ، فشفي وَالْآخر خرج فِي طلب بعير لَهُ فَأَخَذته الرّيح ورمته فِي جبل طَيء، فَردته بعد ذَلِك إِلَى رَسُول اللَّه ﷺ. وعطش النَّاس فِي تِلْكَ الْغُزَاة عطشا شَدِيدا، فَدَعَا رَسُول اللَّه ﷺ ربه فَأرْسل٥ عَلَيْهِم سَحَابَة ارتووا مِنْهَا وَدَوَابُّهُمْ وَإِبِلُهُمْ٦، وَأخذُوا حَاجتهم [من المَاء] .
وأضل ﷺ نَاقَته، وَقَالَ من فِي قلبه نفاق: مُحَمَّد يَدعِي أَن٧ خبر السَّمَاء يَأْتِيهِ

١ فِي ابْن هِشَام ومصادر أُخْرَى أَنهم كَانُوا أَرْبَعَة بِزِيَادَة أبي خَيْثَمَة غير أَنَّهَا تعود فَتذكر مسارعته إِلَى الرَّسُول وانتظامه فِي سلك الْجَيْش.
٢ خطر: مر وَسَار.
٣ حجر ثَمُود: هِيَ الْمَعْرُوفَة الْآن باسم مَدَائِن صَالح.
٤ زِيَادَة من ر وَابْن هِشَام.
٥ فِي الأَصْل ور: فَأنْزل، وَقد اخترنا رِوَايَة ابْن هِشَام.
٦ هَكَذَا فِي ر. وَفِي الأَصْل: وردوا بهم وإبلهم.
٧ فِي الأَصْل: على أَن.

1 / 240