قال يحيى بن الحسين: تصديق ذلك في القرآن ظاهر، والغيبة والكبر من أخلاق الكافرين، وليست من أخلاق المؤمنين، وفي ذلك ما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم للزبير وصاحبه حيث تناولا من ماعز بن مالك من بعد أن رجمه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالا: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه، فهتك نفسه حتى رجم كما يرجم الكلب، فسكت عنهما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى أجازا بجيفة حمار شاغر برجله، فقال لهما: ((انزلا فأصيبا من هذا الحمار))، فقالا: يا رسول الله، أنأكل الميتة ؟ فقال: ((لما أصبتما من صاحبكما آنفا أعظم من إصابتكما من هذه الجيفة، إنه الآن لينغمس في أنهار الجنة)).
وقال عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((استنزلوا الرزق بالصدقة)).
وقال عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((اصطنع المعروف إلى من هو أهله وإلى من ليس من أهله، فإن أصبت أهله فهو أهله، وإن لم تصب أهله فأنت أهله)).
وقال عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال لعائشة: ((تروين من شعر ابن عريض اليهودي))؟ فقالت: لا، فقالت أم سلمة: لكني أرويه، فقال لها: ((وكيف قال؟)) فقالت: قال:
أجزيك أن أثني عليك وإن من ... أثني عليك بما فعلت فقد جزا
وأنشد الهادي إلى الحق عليه السلام لحكيم من الشعراء:
من يصنع العرف لا يعدم جوايزه لا يذهب العرف بين الله والناس.
পৃষ্ঠা ৪৬