ثم يحيى بن الحسين يسأل الله أن يحسن جزاء من فعل شيئا مما سأله، وبره بذلك ووصله، ويسأل الله أن يصله على ذلك، ويعطيه أفضل العطاء إنه قريب مجيب.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ما شاء الله، لا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى، ونعم النصير.

ثم يوصي الموصي من بعد ذلك كله بما كان له، وبما أحب في ماله وولده وجميع أسبابه، ولا ينسى حظه من ماله أن يقدم منه ما ينبغي له ويجوز له تقديمه بين يديه وادخاره ليوم يحتاج فيه إليه، ولا يسرف في وصيته وليذكر من يدع وراه من عولته، ولا يجاوز في ذلك الثلث مما ترك فإن ذلك أكثر ما يكون، ويجوز له القول والأمر فيه.

وبالإسناد المتقدم إلى يحيى بن الحسين قال: حكم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن لا وصية لوارث.

قال يحيى بن الحسين: المراد بذلك فيما زاد على الثلث، وإنما حظر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الموصي أن يوصي لبعض الورثة بماله دون سائرهم، وذلك فهو ما زاد على الثلث.

فأما الثلث الذي هو أملك به منهم، ففعله نافذ فيه، وحكمه ماض عليه، يوصي به لمن شاء وكيف شاء من قريب أو بعيد.

পৃষ্ঠা ১৫৬