69

ডুমুক বলিৎসু

دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة

জনগুলি

تعال، تعال ولا تتردد، لماذا تقف على الباب؟ ألم تسمع أنهم سموني فاتح الأبواب؟ كل بيوت الفقراء فتحت أبوابها لي، كل الأكواخ استقبلتني بالترحاب، حتى القلوب والعيون فتحت أبوابها ونوافذها ورفعت أستارها ولم تضن علي بأسرارها وأوجاعها، فلماذا أغلق بابي؟ ومتى كان لمن جعل العالم موطنه باب حتى يغلقه؟ وفي وجهك أنت الذي أحسست دائما بخطاه تتابعني أو تصحبني أو تسابقني على الطريق الطويل؟ أنت الذي شعرت بنظرات عينيه تترصدني في كل مكان، من النوافذ ترفرف بأجنحتها وتنقر الزجاج كقطرات المطر، من بين الأشجار المتشابكة والأغصان المتعانقة تطل وتهمس وتصوصو وتغني لحن القدر المحتوم، وحين أمدد جسدي المنهوك على صدر أمنا الأرض أو على فراشي الداكن الأغبر تحط عليه وتذكره بأنها ستبقى ساهرة مهما حملته طيور الأحلام إلى أرض المجهول، قلت: تعال. لم تتلفت حولك كاللص الخائف أو كالطفل المذنب؟ إنني على استعداد للقاء، كنت دائما على أتم استعداد! ألم تلاحظ أنني أمسك القلم وأحاول أن أكتب وصيتي؟ هل تكتب الوصية إلا بحضورك وشهودك وموافقتك على كل حرف فيها؟ لعلك تتصور أنك أخطأت العنوان؟ ولكن متى كان للكلبيين عنوان؟ حتى هذا المكان الذي سميته بيتي ليس سوى كوخ أهدانيه الطيبون مدى الحياة وهو يقولون: لا شفقة عليك أيها الكلب الطيب العجوز، بل إكراما لزوجتك وابنك، أم تراك تريد أن تتأكد من وجهي وخلقتي؟ نعم أنا المسخ القبيح، انظر، إنها ملامح من سموه الكلب الحزين، وإذا كان الوجه القبيح لا يكفيك فها هو ظهري، هل رأيت الحدبة التي يحملها كالصخرة الصغيرة؟ أليس عجيبا أن تنبت الشجرة العجوز هذا الحجر المستدير بدلا من أن تغذي الفروع وتندي الأوراق وترضع الثمار؟ نعم أنا المشوه الأحدب الحزين، أؤكد لك أنني هو، ولماذا أؤكد أو أقسم بالآلهة الكبيرة والصغيرة وهذا ما خطته يدي قبل قليل؟ أعرني أذنيك لا تكن متعجلا، فلا بد أن يتسع وقتك لقليل من الشعر، الشعر الذي يفاجئني للحظة بزيارته بعدما خاصمني طوال الطريق: أيها الشيخ الذي هدته أعباء السنين، لا تروقك هذه البداية؟ أأقول المسخ بدلا من الشيخ؟ أم أقول الكلب بدلا من المسخ؟ ليس الفارق كبيرا على كل حال، و«خارون» العجوز الذي سينقلني في قارب الأرواح لن يدقق كثيرا في الوجوه إذا قبض الأجر المعلوم.

أيها المسخ الذي هدته أعباء السنين،

والذي سموه بالأحدب والكلب الحزين،

اهبط الآن إلى «هاديس» قد حم اللقاء،

حاملا قيثارة القلب الذي كم مزقت أوتاره هوج الرياح،

فلعل الجرح يشفى أو تواسيك السماء،

عندما ينهمر الدمع على الصدر الحنون،

عندما تسكن نفسا ثم يطويك السكون.

ماذا؟! لا شأن لك بشعري ولا بوصيتي؟ معك الحق، ولماذا الحجج والمبررات ما دامت السكين حادة واللحم طريا؟ إذن فأنت تريد اسمي، بالطبع بالطبع، فكل ما قلت لا يغني عن التعريف، ولا بد أنك حضرت بعض دروسي أو دروس غيري من الثرثارين، وعلمت أن التعريف الصحيح من أصعب الأمور، إن لم يكن أقرب للمستحيل، إذن فاقترب أيها الضيف المتردد، وأكاد أقول أيها الضيف المقيم. •••

اسمي كراتيس، واسم أبي المسئول عن وجودي وتسميتي هو أسكونداس. كلانا من ثيبة، بلد البطل المسكين الآثم أوديب، لكن مأساتي ليست كمآسيه الدموية السوداء، هي إن تأذن لي بيضاء مرحة، تدعو للضحك أو البسمة فوق الشفتين، أو للحيرة والدهشة في العينين، كلبي آخر من أتباع الكلب الرائع، من حمل المصباح نهارا تحت الشمس الباهرة الضوء، من سار وحيدا في طرقات أثينا، في الساحات وفي الأسواق وراح يفتش عن إنسان، عريانا حافي القدمين يشق زحام الناس يصيح: أين الإنسان؟ أين الإنسان؟

অজানা পৃষ্ঠা