الحافظ في التقريب: مقبول أي إن توبع وإلا فلين، فاعترض عليه بشار عواد وشعيب، فيما سماه بتحرير التقريب بقولهما: مجهول دون تأمل، والله المستعان، وراجع لذلك الرواة المذكورين في هذا الكتاب بالأرقام الآتية: ٩٠، ١٦٤، ١٧٦، ٢١٠، ٢١١، ٢١٥، ٢٩٩، ٣١٨، ٣٢٤، ٣٣٩.
ومما يؤكد أن أبا حاتم له اصطلاح خاص في وصف الرواة بالجهالة أنه وصف داود بن يزيد الثقفي بالجهالة مع أنه قد روى عنه جمع، فقال الذهبي: هذا القول يوضح لك أن الرجل قد يكون مجهولا عند أبي حاتم ولو روى عنه جماعة ثقات يعنى أنه مجهول الحال. انتهى، نقلا من شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل ص٢٩١-٢٩٢، نقلا عن الرفع والتكميل للكنوي، بل إن أبا حاتم قد وصف بعض الصحابة بالجهالة، فقد قال عن زياد بن جارية: شيخ مجهول، فقال الحافظ ابن حجر في التهذيب: وأبو حاتم عبر بعبارة مجهول في كثير من الصحابة.
وقال في الجرح والتعديل "٨/ ٤٢٨": مدلاج بن عمرو السلمي حليف بني
عبد شمس مجهول، فتابعه الذهبي في الميزان، فقال: لا يدرى من هو؟
فتعقبه ابن حجر في اللسان "٦/ ١٥" بقوله: هذا صحابي، ذكره ابن حبان وغيره في الصحابة، زاد ابن حبان: حليف بني عبد شمس، مات سنة خمسين.
وقال ابن سعد: شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها، وذكر وفاته كما تقدم، والمصنف ﵀ "يعني الذهبي" تبع ابن الجوزي في ذكره في الضعفاء، لكن صنع ابن الجوزي أخف، فإنه قال: قال أبو حاتم: مجهول، وكذا هو في كتاب ابن أبي حاتم في جماعة من الصحابة في الأفراد من حرف الميم، وكذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة يطلق عليها اسم الجهالة، لا يريد جهالة العدالة، وإنما يريد أنه من الأعراب الذين لم يرو عنهم أئمة التابعين.
وأما الذهبي فتصرف في العبارة، وأفهم أنه اجتهد في أمر هذا الرجل، فما عرفه، وما كفاه حتى حكم على الناس كلهم أنهم لا يدرون من هو؟! ولو
1 / 13