وتبعه السيروان، كالعادة، وفي التاريخ الكبير "٤/ ٣٨-٣٩" في ترجمة سليمان بن موسي الدمشقي:
عن ابن جريج: "كان سليمان يفتي في العضل"، هكذا وقعت العبارة في التاريخ الكبير، تصحفت على الشيخ المعلمي ﵀، وصوابها: كان يعني في الفضل كما حررت ذلك في الترجمة رقم "١٤٩"، والعجب من الأستاذ/ محمود إبراهيم زايد حيث قال في التعليق على التاريخ الأوسط الذي طبعه باسم التاريخ الصغير١: "١/ ٣٤٠": وردت عبارة ابن جريج في الأصل: "وكان سليمان يعني في الفضل"، والتصويب الذي تم بالرجوع إلى التاريخ الكبير، فحرف الصواب الذي في أصله لخطأ المعلمي ﵀، والأعجب من ذلك أن محمود خليل الصعيدي وجماعته قد أوردوا هذه العبارة المحرفة في جامعهم في الجرح والتعديل، فلا أدري اعتبروها جرحا أو تعديلا؟
ومن ذلك أيضا ما وقع في التاريخ الكبير ترجمة رقم "١٦٤٦"، وهو أسد ابن عمرو أبو المنذر البجلي قال: سمع إبراهيم بن حديد، وأحال الشيخ المعلمي على
_________
١ وقد طبع هذا الكتاب الذي كان قد خرج باسم "التاريخ الصغير" طبعة أخرى باسم "التاريخ الأوسط" بتحقيق وتعليق الأستاذ/ محمد بن إبراهيم اللحيدان، وبين أن الأصل الذي اعتمده باسم التاريخ الأوسط، وقدم أدلة أخرى تدل على صحة ذلك، ومما يدل على صحته أيضا أن الحافظ ابن حجر قال في التهذيب في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود: روى البخاري في "التاريخ الصغير" بإسناد لا بأس به عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: لما حضر عبد الله الوفاة قال له ابنه عبد الرحمن: يا أبت أوصني، قال: ابك من خطيئتك، قلت: وهذا ليس في المطبوع باسم التاريخ الصغير، ثم قال: وروى البخاري في "التاريخ الكبير" وفي الأوسط من طريق ابن خثيم عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: إني مع أبي، فذكر الحديث في تأخير الصلاة، زاد في الأوسط: شعبة يقول: لم يسمع من أبيه، وحديث ابن خثيم أولى عندي. انتهى.
قلت: وهذا هو الموجود في التاريخ المطبوع باسم الصغير "١/ ٩٩"، فهذا دليل قاطع على أنه هو الأوسط، ولذا فإنني إذا قلت في الأوسط فهو المعني.
وقد ذكر الأستاذ اللحيدان أن أول من نبه على ذلك هو محمود الحداد، نسأل الله ﷿ أن يرده للحق ردا جميلا.
1 / 15