ـ[الدعاء]ـ
المؤلف: أبو عبد الرحمن محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبي مولاهم الكوفي (المتوفى: ١٩٥هـ)
المحقق: د عبد العزيز بن سليمان بن إبراهيم البعيمي
الناشر: مكتبة الرشد - الرياض
الطبعة: الأولى، ١٤١٩هـ - ١٩٩٩م
عدد الأجزاء: ١
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة تخريج الأحاديث]
অজানা পৃষ্ঠা
١ - أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ الْإِمَامُ أَبُو الْبَرَكَاتِ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْكُوفِيُّ النَّحْوِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ فِي مَسْجِدِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ بِمَحِلَّةِ السَّبِيعِ فِي الْعَاشِرِ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلَّانَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَازِنِ الْمُعَدِّلُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجُعْفِيُّ، قِرَاءَةُ عَلَيْهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ رِيَاحٍ الْأَشْجَعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، وَأَقَرَّ بِهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُنْذِرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ ⦗١٥٨⦘ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَمُجَاهِدٍ قَالَا: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَعْرَابِيٌّ، فَشَكَا إِلَيْهِ الْجُوعَ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: «مَا أَجِدُ لَكَ فِي آلِ مُحَمَّدٍ طَعَامًا أُطْعِمُكَاهُ» . فَقَامَ أَحَدُهُمَا، فَأَهْدَى لَهُ شَاةً مَصْلِيَّةً، وَقَالَ الْآخَرُ: حِفْنَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ، فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «اطْعَمْ»، فَطَعِمَ، فَلَمَّا شَبِعَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي، فَأَتَيْتُكَ، فَرَزَقَنِي اللَّهُ هَذَا عَلَى يَدَيْكَ، أَفَرَأَيْتَ إِنْ أَصَابَنِي هَذَا، وَلَسْتُ عِنْدَكَ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: قُلِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ، وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لَا يَمْلِكُهَا إِلَّا أَنْتَ، فَإِنَّ اللَّهَ رَازِقُكَ»
1 / 157
٢ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْغُصَيْنِ الطَّائِيُّ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَيْنَا هُوَ يُصَلِّي، فَسَمِعَ رَجُلًا مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ يُصَلِّي، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَرِنِي الدُّنْيَا كَمَا تَرَاهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ: «مَنْ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ؟» قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا. قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَرَى الدُّنْيَا كَالَّذِي تَرَاهَا، فَإِذَا كُنْتَ سَائِلًا فَقُلِ: اللَّهُمَّ أَرِنِي الدُّنْيَا كَالَّذِي يَرَاهَا صَالِحُو عِبَادِكَ»
1 / 159
٣ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ أَسِيرٌ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ النَّبِيِّ ﷺ عِنْدَ امْرَأَةٍ، فَانْفَلَتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: «مَا لَهَا؟ قَطَعَ اللَّهُ يَدَهَا» . فَبَلَغَ ذَلِكَ الْمَرْأَةَ، فَعَلِمَتْ أَنَّهَا مَقْطُوعَةٌ يَدُهَا، فَرَفَعَتْ يَدَهَا إِلَى السَّمَاءِ تَدْعُو، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: «ضَعِي يَدَيْكِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَقْطَعُ يَدَيْكِ»، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَأَيُّمَا عَبْدٍ مُسْلِمٍ، أَوِ امْرَأَةٍ مَسْلَمَةٍ، دَعَوْتُ عَلَيْهِ بِدَعْوَةٍ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَبَرَكَةً»
1 / 160
٤ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «شِعَارُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ»
1 / 161
٥ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: أَهْدَيْتُ لِعَائِشَةَ جِرَابًا مِنْ قُسْطِ عَنْبَرٍ، فَدَخَلْتُ بِهِ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: يَا أُمَّتَاهُ، هَذَا جِرَابٌ مِنْ قُسْطٍ أَهْدَيْتُهُ لَكِ. قَالَتْ: يَا جَارِيَةُ، خُذِيهِ مِنْهُ، وَأَعْطِيهِ ذَلِكَ الْبُرْدَ الْأَحْمَرَ، فَقُلْتُ: هَذَا خَيْرٌ مِنَ الَّذِي جِئْتُ بِهِ. فَقَالَتْ: إِنَّكَ لِذَلِكَ أَهْلٌ. فَقُلْتُ: عَلِّمِينِي دُعَاءً سَمِعْتِيهِ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَتْ: نَعَمْ، دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، شَعَرْتُ أَنِّي عَلِمْتُ الِاسْمَ الَّذِي دَعَا بِهِ صَاحِبُ سُلَيْمَانَ» . قَالَتْ: فَمَا مَلَكْتُ نَفْسِيَ أَنِ اعْتَنَقْتُ النَّبِيَّ ﷺ، فَقُلْتُ: عَلِّمْنِيهِ. فَقَالَ: «لَا يَصْلُحُ يَا ⦗١٦٣⦘ عَائِشَةُ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتْ: فَقُمْتُ، فَتَوَضَّأْتُ، وَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَقُلْتُ: أَدْعُوكَ اللَّهُمَ، وَأَدْعُوكَ الرَّحْمَنَ، وَأَدْعُوكَ الْبَرَّ الرَّحِيمَ، وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى كُلِّهَا، مَا عَلِمْتُ مِنْهَا ، وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، أَنْ تَغْفِرَ لِي. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَصَبْتِ يَا عَائِشَةُ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
1 / 162
٦ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ هَمٌّ، أَوْ حَزَنٌ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ، إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، وَفِي قَبْضَتِكَ ، نَاصِيَتِي فِي يَدَيْكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ: أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي» . قَالَ: «فَمَا قَالَهُنَّ عَبْدٌ قَطُّ إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا» . قَالُوا: أَفَلَا نَتَعَلَّمُهُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ⦗١٦٤⦘ «بَلَى، فَإِنَّهُ يَنْبَغِي لِكُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ»
1 / 163
٧ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَغْضَبُ كَمَا ⦗١٦٥⦘ يَغْضَبُ الْبَشَرُ، وَأَلْعَنُ كَمَا يَلْعَنُ الْبَشَرُ، فَأَيُّمَا عَبْدٍ غَضِبْتُ عَلَيْهِ، أَوْ سَبَبْتُهُ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَرَحْمَةً»
1 / 164
٨ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ بُرَيْدَةَ، قَالَ لِيَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ ⦗١٦٦⦘ خَيْرًا عَلَّمَهُنَّ إِيَّاهُ، ثُمَّ لَمْ يُنْسِهِنَّ إِيَّاهُ أَبَدًا؟ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ، فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الْإِسْلَامَ مُنْتَهَى رِضَائِي، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي، وَإِنِّي ذَلِيلٌ فَأَعِزَّنِي، وَإِنِّي فَقِيرٌ فَارْزُقْنِي»
1 / 165
٩ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، قَالَ: قَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ تَفْعَلُهُ؟ إِنْ أَنْتَ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ، وَإِنْ عِشْتَ عِشْتَ بِخَيْرٍ؟ إِذَا أَنْتَ نِمْتَ فَاجْعَلْ يَدَكَ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّكَ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا ⦗١٦٨⦘ إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ»
1 / 167
١٠ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: «الْمُوجِبَتَانِ: مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ» . قِيلَ: وَمَا بَيَانُ كُفْرِهِ؟ قَالَ: «تَرْكُ الصَّلَاةِ»
1 / 169
١١ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ»
1 / 170
١٢ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ: بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي السُّوقِ فِي إِمَارَةِ ⦗١٧٢⦘ زِيَادٍ إِذْ ضَرَبْتُ إِحْدَى يَدَيَّ عَلَى الْأُخْرَى تَعَجُّبًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ كَانَ لِوَالِدِهِ صُحْبَةٌ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ: مِمَّ تَعْجَبُ يَا أَبَا بُرْدَةَ؟ قُلْتُ: أَعْجَبُ مِنْ قَوْمٍ، دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَنَبِيُّهُمْ وَاحِدٌ، وَدَعْوَتُهُمْ وَاحِدَةٌ، وَحَجُّهُمْ وَاحِدٌ، وَغَزْوُهُمْ وَاحِدٌ، يَسْتَحِلُّ بَعْضُهُمْ قَتْلَ بَعْضٍ قَالَ: فَلَا تَعْجَبْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ وَالِدِي أَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، لَيْسَ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ حِسَابٌ، وَلَا عَذَابٌ، إِنَّمَا عَذَابُهَا فِي الْقَتْلِ وَالزَّلَازِلِ وَالْفِتَنِ»
1 / 171
١٣ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فِي بَيْتِهِ، فَقَالَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ: «اخْرُجْ، فَنَادِ فِي النَّاسِ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، مُخْلِصًا بِهِمَا مِنْ قِبَلِ قَلْبِهِ، فَقَدْ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَإِنْ ⦗١٧٤⦘ زَنَا، وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ زَنَا، وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ» قَالَ: فَخَرَجَ، فَلَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ﵁، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ: مَا أَخْرَجَكَ عَنْ بَيْتِ النَّبِيِّ ﷺ؟ قَالَ: أَمَرَنِي أَنْ أَخْرُجَ؛ فَأُأَذِّنَ فِي النَّاسِ أَنَّهُ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، مُخْلِصًا بِهِمَا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، فَقَدْ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» . قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ زَنَا، وَإِنْ سَرَقَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ زَنَا، وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ» . قَالَ: إِنِّي أَطْلُبُ إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: تَقْعُدُ هَاهُنَا، حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ ﷺ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إِنِّي لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ خَارِجًا، فَقُلْتُ: مَا أَخْرَجَكَ مِنْ بَيْتِ النَّبِيِّ ﷺ؟ فَقَالَ: أَمَرَنِي أَنْ أُنَادِيَ فِي النَّاسِ أَنَّهُ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، مُخْلِصًا بِهِمَا، فَقَدْ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» . قَالَ: فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَإِنْ زَنَا، وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ زَنَا، وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ» . فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَرُدَّهُ، وَتَتْرُكَ النَّاسَ يَقُولُونَهَا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَقُولَهَا الْإِنْسَانُ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَيَتَّكِلَ. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِعُمَرَ: «نِعِمَّا رَأَيْتَ»، فَرَدَّهُ، فَخَرَجَ عُمَرُ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ لَكَ: «ارْجِعْ»، فَرَجَعَ أَبُو الدَّرْدَاءِ
1 / 173
١٤ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ ⦗١٧٦⦘ الْمَدِينَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي فِي نَخْلِ الْمَدِينَةِ، إِذْ نَادَانِيَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ خَلْفِي: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» . ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ»
1 / 175
١٥ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ ⦗١٧٧⦘ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: «يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ، وَلَا نُسُكٌ غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ وَالْعَجُوزَ يَقُولُونَ: قَدْ أَدْرَكْنَا النَّاسَ وَهُمْ يَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَنَحْنُ نَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» . فَقَالَ صِلَةُ: وَمَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ، وَلَا صِيَامٌ، وَلَا نُسُكٌ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: «مَا تُغْنِي عَنْهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَا صِلَةُ؟ يَنْجُونَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنَ النَّارِ»
1 / 176
١٦ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ - يَرْفَعُ الْحَدِيثَ - قَالَ: «الِابْتِهَالُ هَكَذَا: وَقَلَبَ كَفَّيْهِ إِلَى الْأَرْضِ، وَالْمَسْأَلَةُ هَكَذَا: وَبَسَطَ كَفَّيْهِ، وَالْإِخْلَاصُ أَنْ تُشِيرَ بِأُصْبُعٍ وَاحِدَةٍ تَدْعُو بِهَا»
1 / 178
١٧ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا﴾ [المزمل: ٨] قَالَ: «أَخْلِصْ إِلَيْهِ إِخْلَاصًا»
١٨ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: ⦗١٨٠⦘ كَانَ سَعْدٌ يَدْعُو ويُشِيرُ بِأُصْبُعَيْهِ، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَا سَعْدُ أَحِّدْ أَحِّدْ»
١٨ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: ⦗١٨٠⦘ كَانَ سَعْدٌ يَدْعُو ويُشِيرُ بِأُصْبُعَيْهِ، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَا سَعْدُ أَحِّدْ أَحِّدْ»
1 / 179
١٩ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا﴾ [المزمل: ٨] قَالَ: «إِخْلَاصًا»
٢٠ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ⦗١٨٢⦘ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ ﵇، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ، أَوْ رَحْمَتِكَ» . وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ»
٢٠ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ⦗١٨٢⦘ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ ﵇، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ، أَوْ رَحْمَتِكَ» . وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ»
1 / 181
٢١ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «يُؤْمَرُ بِالدُّعَاءِ عِنْدَ أَذَانِ الْمُؤَذِّنِينَ»
٢٢ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ ⦗١٨٤⦘ حَفْصَةَ بِنْتِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهَا أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: عَلَّمَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ قَالَتْ: عَلَّمَنِيَ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ: «قُولِي يَا أُمَّ سَلَمَةَ عِنْدَ أَذَانِ الْمَغْرِبِ: اللَّهُمَّ عِنْدَ اسْتِقْبَالِ لَيْلِكَ، وَإِدْبَارِ نَهَارِكَ، وَأَصْوَاتِ دُعَاتِكَ، وَحُضُورِ صَلَوَاتِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي»
٢٢ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ ⦗١٨٤⦘ حَفْصَةَ بِنْتِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهَا أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: عَلَّمَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ قَالَتْ: عَلَّمَنِيَ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ: «قُولِي يَا أُمَّ سَلَمَةَ عِنْدَ أَذَانِ الْمَغْرِبِ: اللَّهُمَّ عِنْدَ اسْتِقْبَالِ لَيْلِكَ، وَإِدْبَارِ نَهَارِكَ، وَأَصْوَاتِ دُعَاتِكَ، وَحُضُورِ صَلَوَاتِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي»
1 / 183