Doctrine of Monotheism in the Holy Quran
عقيدة التوحيد في القرآن الكريم
প্রকাশক
مكتبة دار الزمان
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى ١٤٠٥هـ
প্রকাশনার বছর
١٩٨٥م
জনগুলি
ومن هنا يتبين خطأ المتكلمين الذين بذلوا جهدهم وأتعبوا أنفسهم لتقرير توحيد الربوبية وأنكروا معرفة الله الفطرية -ومنهم الجهمية والقدرية الذين هم عند سلف الأمة من أجهل الطوائف وأضلهم- ظانين أن مشكلة البشرية من أول التاريخ أنها لا تعرف وجود الرب، وقد غفلوا عن هذه المعرفة الفطرية وأن المشكلة الحقيقية هي انحراف البشرية عن توحيد الألوهية١.
ب- الشرك في الربوبية: المثبتون للخالق نوعان: أهل توحيد وأهل إشراك في الربوبية، ولم يقع الشرك في الربوبية إلا من طوائف معدودة، والشرك في الربوبية نوعان:
أ- شرك التعطيل: وهو من أقبح أنواع الشرك كشرك فرعون عندما قال: ﴿وَمَا رَبُّ الْعَالَمِين﴾ ٢ فهو أشهر مَن أنكر الصانع لكنه كان في الباطن مستيقنًا أن موسى أصدق منه في الدعوة لربوبية الله، قال تعالى عنه وعن قومه: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوّا﴾ ٣، لذلك كان رد موسى عليه: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ﴾ ٤.
وكذلك القائلون بالصدفة والطبيعة، والدهريون الذين قالوا: ﴿مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْر﴾ ٥، وهم الشيوعيون في زماننا
١ انظر الفتاوى ١٤/١٤ و٢/١٤ وصيانة الإنسان ص١٤٧ وتيسير العزيز الحميد ص١٧. ٢ سورة الشعراء آية ٢٣. ٣ سورة النمل آية ١٤. ٤ سورة الإسراء آية ١٠٢. ٥ سورة الجاثية آية ٢٤.
1 / 112